وضع اليمنيون أمس، مشروع الوحدة المعمول به منذ 22 مايو 1990، جانبا، بعد أن فاجؤوا العالم بتحويل دولتهم إلى اتحاد يضم 6 أقاليم جديدة، في مسعى لمواجهة التحديات التي تطوق اليمن أمنيا واقتصاديا.
وفيما هاجم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وعده مسؤولا عن تأخير اليمن لسنوات عن التطور؛ بسبب جور الأوضاع وانهيار الخدمات، وعدم الاكتراث بأوضاع الشعب، أكد الناطق باسم رئاسة الوزراء اليمنية راجح بادي لـ"الوطن"، أن النظام الاتحادي تم التوافق عليه من قبل الأطراف والقوى السياسية كافة، لافتا إلى أن ممثلي الحراك الجنوبي شاركوا في لجنة تحديد عدد الأقاليم، ووقعوا على الاتفاق الجديد، مبينا أن اللجنة الدستورية ستبدأ خلال الأيام القليلة القادمة في صياغة مشروع الدستور الجديد، قبل أن يتم عرضه على الشعب للاستفتاء عليه.
وأبقى اليمنيون على صنعاء عاصمة للدولة الاتحادية، فيما تم منح عدم امتياز خاص داخل إقليمها بمجلس تشريعي وسلطة تنفيذية مستقلة، بينما أكدت مصادر رسمية أن الخطوة تمت بالإقرار النهائي لأقاليم الدولة الاتحادية بعد حوارات ونقاشات مع الرئيس هادي في كيفية الصورة القانونية والنظامية؛ من أجل قيام إدارة حديثة تشرف عن قرب على قضايا التنمية والأمن والاستقرار.
أعلن في العاصمة اليمنية صنعاء أمس عن عدد الأقاليم في الدولة الاتحادية الجديدة في اليمن لتخلف بذلك مسمى" الجمهورية اليمنية"، التي تم الإعلان عنها في الثاني والعشرين من مايو من العام 1990.
وأكدت مصادر رسمية أن هذه الخطوة تمت بالإقرار النهائي لأقاليم الدولة الاتحادية على أساس ستة أقاليم في اجتماع للجنة تحديد عدد الأقاليم برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي.
وأشارت المصادر إلى أن اعتماد الأقاليم الستة جاء بعد حوارات ونقاشات في كيفية الصورة القانونية والنظامية من أجل قيام إدارة حديثة في الأقاليم تشرف عن قرب على قضايا التنمية والتطوير والنهوض والأمن والاستقرار، وأنه تم التوافق وبأعلى درجة من التوافق والتقارب واعتماد الأسس العلمية لقيام الأقاليم الستة.
من جانبه أكد الناطق باسم رئاسة الوزراء اليمني راجح بادي أن النظام الاتحادي الذي أعلن عنه أمس الرئيس عبدربه منصور هادي، تم التوافق عليه من قبل الأطراف والقوى السياسية كافة، معرباً عن أمله بأن يكون هذا الشكل الجديد من الحكم نهاية للمشاكل والأزمات التي سببها النظام المركزي الشديد الذي حكم اليمن خلال العقود الماضية.
وأشار بادي في تصريح خاص لـ"الوطن"، إلى أن الاتفاق على عدد الأقاليم في الدولة الاتحادية كان خطوة كبيرة وكان العقبة الذي يعيق اتخاذ القرار طوال الفترة الماضية، معتبراً أن اليمنيين قطعوا من خلال تبني نظام الدولة الاتحادية، شوطاً كبيراً في الانتقال إلى مستقبل أفضل يحمي مكاسبهم التي تحققت خلال العقود الماضية ويمنح أبناءهم مستقبلاً أفضل.
وطالب بادي جميع القوى السياسية والنخب المثقفة في البلاد بالعمل على إنجاح هذه التجربة حتى لا يخوضوا تجربة أخرى تكون سبباً في أزمات لاحقة وأن يكونوا صادقين في مواقفهم لكي يخرج اليمنيون من هذا النفق الذي يعيشون فيه منذ عقود بل ومنذ قرون طويلة.
وحول موقف الحراك الجنوبي من هذا التطور أكد بادي أن ممثلي الحراك في لجنة تحديد عدد الأقاليم وقعوا على الاتفاق الجديد وهذا مؤشر جيد.
وأكد بادي أن اللجنة الدستورية ستبدأ خلال الأيام القليلة القادمة في صياغة مشروع الدستور الجديد قبل أن يتم عرضه على الشعب للاستفتاء عليه.
وتوزعت الأقاليم الستة على النحو التالي:إقليم حضرموت، وعاصمته مدينة المكلا، ويضم كلاً من : المهرة، حضرموت، شبوة، سقطرى، فيما يضم الإقليم الثاني كلا من الجوف، مأرب، البيضاء ويسمى إقليم سبأ وعاصمته سبأ، أما الإقليم الثالث فأطلق عليه إقليم عدن وعاصمته عدن، ويضم كلاً من: عدن، أبين، لحج والضالع.
ويضم الإقليم الرابع محافظتي تعز وإب ويسمى إقليم الجند وعاصمته تعز، أما الإقليم الخامس فيتكون من: صعدة، صنعاء، عمران وذمار، على أن يسمى إقليم آزال وعاصمته صنعاء، ويضم الإقليم السادس كلاً من: الحديدة، ريمة، المحويت وحجة ويسمى إقليم تهامة وعاصمته الحديدة.
وأكدت مصادر في لجنة تحديد عدد أقاليم الدولة الاتحادية الجديدة أن التقرير النهائي الذي سيتم تقديمه إلى لجنة صياغة الدستور سيتضمن كذلك اعتماد صنعاء عاصمة للدولة الاتحادية، كما سيتم منح مدينة عدن امتيازاً خاصاً داخل إقليم عدن بمجلس تشريعي وسلطة تنفيذية مستقلة.
من جهة ثانية هاجم الرئيس هادي نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي قال إنه أخر اليمن سنوات عن التطور الذي حدث لبلدان أخرى، قائلاً إن الشباب عندما قاموا في 11 من فبراير 2011 بالثورة لم يكن ذلك صدفة ولكن المرحلة فرضت ذلك من جور الأوضاع وانهيار الخدمات وعدم الاكتراث بأوضاع الشعب ومعيشته وحياته اليومية.
وأشار هادي أثناء استقباله لعدد من شباب الثورة من مدينة تعز إن الصراعات التي عاشها اليمن جعلته في مؤخرة الدول المتقدمة التي قطعت أشواطا كبيرة في طريق النهوض والتطور والازدهار، مشيراً إلى أن 50 عاما مضت ولازال اليمنيون يفتقرون إلى البنى التحتية الضرورية، بخاصة التوليد الكهربائي والصحة العامة والتعليم. وطالب هادي القوى السياسية التي يعود عمرها إلى الستينات والسبعينات بأن تعي أن الشباب يستحق اليوم تولي هذه العملية ولكل زمان دولة ورجال كما يقال والناس تتغير والمستقبل في تطور دائم . أمنياً أعلنت السلطات الأمنية أن أفراداً من قوات الأمن الخاصة أبطلت عبوة ناسفة كانت قد وضعت في كرتون في منطقة السائلة في صنعاء، مشيرة إلى أنه تم إبطالها في الساعة الثالثة من فجر أمس قبل أن تنفجر. وفي السياق ألقى أفراد من قوات الأمن الخاصة في مأرب القبض على مطلوب أمني بتهمة تفجير ناقلة نفط ونهب أخرى قبل يومين يدعى ( ع- ي- ج ) وتم إحالته إلى البحث الجنائي للتحقيق. من جهة أخرى شارك زهاء 100 يمني أمس في مظاهرة بشوارع العاصمة صنعاء للمطالبة باستقالة الحكومة.
المظاهرة نظمتها حملة إنقاذ التي أسستها مجموعة من الناشطين المتعاطفين على ما يبدو مع الرئيس السابق علي صالح والذين يطالبون بإقالة حكومة الرئيس هادي.
وسار المتظاهرون بشارع الزبيري الرئيسي في صنعاء عند باب اليمن مدخل المدينة القديمة وتوجهوا إلى مقر إقامة الرئيس.
وحمل المحتجون لافتات عليها عبارات تطالب هادي بتشكيل حكومة جديدة.
وسدت شرطة مكافحة الشغب الطريق أمام مسيرة المحتجين عند مقر إقامة الرئيس ولم ترد تقارير عن حدوث مصادمات.
توزيع الأقاليم الستة
*الإقليم الأول: حضرموت، وعاصمته مدينة المكلا، ويضم كلا من : المهرة، حضرموت، شبوة. - الإقليم الثاني يضم كلا من الجوف، مأرب، البيضاء ويسمى إقليم سبأ وعاصمته سبأ.
*الإقليم الثالث أطلق عليه إقليم عدن وعاصمته عدن، ويضم كلاً من: عدن، أبين، لحج والضالع.
*الإقليم الرابع يضم محافظتي تعز وإب ويسمى إقليم الجند وعاصمته تعز.
*الإقليم الخامس يتكون من: صعدة، صنعاء، عمران وذمار، على أن يسمى إقليم آزال وعاصمته صنعاء.
*الإقليم السادس يضم كلا من: الحديدة، ريمة، المحويت وحجة ويسمى إقليم تهامة وعاصمته الحديدة.