متعددة التقارير العالمية المصنفة للدول، وهي تضع معايير نتفق أو نختلف حولها.. ولا يعني الاختلاف أنها بعيدة عن الحقيقة، هناك جانب منها يرصد الحقائق.. ومفارقة صدور بعض التقارير وسط انتحاب على قضية مثل محاولة إظهار الشعب السعودي أو بعض الشرائح خاصة "الشباب" على أنها شريحة منكوبة.. ساخطة على أوضاع أسوأ من دول تضربها الحروب والمجاعات وفقد الأمن والطائفية تحصد صراعاتها الأرواح يوميا..إلخ والكوارث الإنسانية التي تتم صناعتها في دول الجوار.
مع بدايات الزلزال العربي والهجوم بشراسة من عناصر وفضائيات التنظيم الإرهابي وغيرهم.. حلت السعودية في المركز 49 عالمياً، والثالثة عربياً في مؤشر الرفاهية العالمي لعام2011، ويصدره معهد ليجاتوم البريطاني.. الترتيب وفق معايير"الاقتصاد والأعمال والتعليم والصحة والسلامة والأمان" إلخ. وصنفت السعودية في طليعة الدول الأكثر رفاهية من حيث جودة الحياة للشباب بعد فحص أحوال 70%من شباب العالم..كما احتلت مراتب متقدمة من بين الدول الأكثر أمنا وأفضل نوعية حياة وبيئة عمل وقوة شرائية، واللائحة المصنفة قدمتها "بلمبرج ولمبيور". ومن جانب آخر في تقرير المؤسسة العربية لضمان الاستثمار احتلت السعودية المرتبة الأولى عربيا في متوسط دخل الفرد السنوي بـ104655 دولارا.
تكفي متابعة بعض التقارير لنعرف أننا من الشعوب السعيدة.. وعلى عدة مستويات نحن أفضل وبمراحل من غيرنا وبنسبة متباينة بين الشرائح.. آخر وأحدث التقارير ما نشرته هذه الصحيفة عن"الأمهات السعوديات وتصدرهن أمهات العرب في الصحة والسعادة".. محتلات المركز الأول عربيا بين 178 دولة شملها التقرير الخامس عشر لمنظمة: "أنقذوا الأطفال" الأميركية عن "وضع الأمهات 2014".. المعايير شملت الوضع السياسي من حيث التمثيل السياسي في الحكومة، والوضع الاقتصادي "دخل الفرد" والمستوى التعليمي للأم وصحة الأطفال وعدد الوفيات.
التعليقات على الخبر في الموقع الإلكتروني لصحيفة "الوطن" صادمة، وربطها مبرمج بالطرح النمطي عن بطالة المرأة وهي مشكلة لا ينكرها عاقل، وتداعياتها مؤذية للمجتمع، لكن ذلك لا يمنع غيبوبة الفهم التي بدت من التعليقات وربط موضوع الأمومة والصحة الإنجابية بواقع المرأة وتوظيفها وبطالتها في حالة من حالات الخلط الأكثر جهلا و"درعمة" تطمس ما تقدمه الدولة للأمومة والطفولة، لشريحة محددة ومرحلة عابرة في حياة الأم وطفلها.. قدرها خبراء خارج الوطن وجحدها المواطن "ولا أعمم".
لدينا من يخشى الاعتراف بالجانب السعيد في بلادنا.. تنكر لنعم الله وجحود للجهود، قد يصل إلى حالة الفجور في الخصومة لمن يوضح هذه المعلومة، ويفخر بها لتدركها الأجيال وتحافظ على المكتسبات وتبني عليها. المفارقة أن غالبية من يهاجمون حقائق السعادة في بلادنا أثرياء سعداء يتباهون بذلك في الصور وما ينشرونه عن ذواتهم، ولا يعترفون بأنه جزء من حقيقة الشعب السعودي التي يحاولون طمسها.