بات كثير من الفرق السعودية يعسكر في دول أوروبية وغيرها خلال رمضان المبارك، مع تفاوت عدد الأسابيع، لكنها هذه المرة أكثر، حتى أن عودة بعضها ستكون آخر يومين.
لا شك أن من أهم ركائز الإعداد لموسم طويل وشاق، أن يكون مكان المعسكر مناسبا من جهة حرارة الطقس بما يساعد على رفع المعدل اللياقي بعد عودة اللاعبين من راحة طويلة أغلبها سلبية، ولا سيما أن أغلب اللاعبين لا يتقيدون بالبرامج التي يفرضها المدربون خلال الإجازة، وأيضا لا بد من توافر فرصة لعب مباريات ودية مناسبة، ولكن العوامل المعاكسة أن أفراد البعثة سيفقدون "روحانية" الشهر، بمشاهدة ومعايشة ما قد يعكر الصوم وفضائل الشهر الكريم، علما أن بعض المدربين يفرضون تدريبات صباحية وفي أوقات ما قبل موعد الإفطار، لأن فارق التوقيت في أوروبا يؤخر موعد أذان المغرب، وبالتالي يكون اللاعبون عرضة للإفطار، وهناك من يحرص على التقيد بفتاوى لا يستطيع الحديث عنها سوى من أوليت لهم مهام الفتوى.
وبما أن عددا من الأندية سبق وخاض التجربة بكل معطياتها، فحري بها أن تأخذ الاحتياطات كافة، التي لا تخدش فريضة وفضل الصيام، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ". (3) سورة البقرة، وقال تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ الله بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ الله عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ". (5) سورة البقرة.
وفي هذا الصدد، من المؤكد أن بعض اللاعبين أو "جلهم" يفطرون، وبالتالي سيقضون أيامهم بعد العودة، وقد يتضررون، وهناك من يصوم رغم عناء التدريبات، وهذا يؤثر بشكل عام في حياة الفرد.
والأكيد أن الوقت كاف جدا لدراسة سلبيات وإيجابيات المعسكر على عدة أصعدة، مع أن بعض الأندية أنهت حجوزات السفر، وهناك أولويات لتحقيق الأفضل والأنسب، بما يكفل راحة الجميع لتقديم أفضل النتائج.
وبالتأكيد فإن من بين الأسباب التي تحتم نجاح المعسكر، تأدية مباريات ودية مناسبة مع فرق تساعد على تطوير الأداء، وهنا أقول لو عسكرت أغلب الفرق في بعض المدن السعودية من الممكن أن تنظم دورات بينها بنفس أسلوب الأندية الأوروبية التي تلعب كل شوط بفريق وأحيانا فريق يلعب شوطا ويرتاح شوطا ليلعب فريقان آخران، وكذلك الدورات التي تنظمها أندية إماراتية بجلب أندية من أوروبا وغيرها وسبق وشاركت فيها أندية سعودية وحققت مردودا فنيا ولياقيا يساعدان على دخول معترك الدوري بمستوى مطمئن.
والجانب الآخر المهم جدا، هو مكان المعسكر ومناسبة معداته، وفي هذا السياق يجب أن نسأل الأندية عن مرافقها الخاصة، وهناك مرافق أخرى بعضها في قطاعات عسكرية على مستوى عال.
أما الطقس فإن بعض الأندية سبق وعسكرت في السعودية وحققت الجدوى المرتجاة.
والأكيد أن المتخصصين في علم التدريب بشكل عام هم أكثر قدرة على إعطاء رأي قاطع.
وحينما أشير إلى مثل هذه الأمور والعوامل والظروف، فإن الدوري هذا العام سينطلق في 19 شوال أي أن الفرق تستطيع أن ترفع مستوى جاهزيتها في أسبوعين بعد رمضان وقبل بداية الدوري بما يساعد على إصلاح الخلل وتقويم الأخطاء.
نأمل أن يوفق الله أنديتنا في عدم الوقوع في مزالق تسيء لها ولمنسوبيها، وأن نرتقي جميعا في تعاملنا على جميع الأصعدة.