من الصعب الحكم على برنامج من الحلقة الأولى، لكنها قادرة على إعطاء صورة قوية للخطوة الأولى، فإن سار عليها كان له نصيب من النجاح في وقت تزدحم فيه القنوات بالبرامج، ويهرب فيه المشاهد من التسمر أمام الشاشات.

حين أعلنت قناة الـMBC عن برنامجها الجديد "بدرية" لـ"البشر".. استغربت من التوقيت؛ لأنه في نهاية الموسم قبل رمضان، وأتوقع أنه كان اختبارا لمدى إمكانية النجاح.. وكان السؤال قبل البرنامج هل تستطيع "بدرية البشر" المثيرة بقلمها ورأيها أن تكون كذلك بإدارتها لبرنامج تلفزيوني، يناقش شؤون وأخبار وقضايا المجتمع السعودي؟! واعتقد أن الإجابة: "نعم"، وجاءت من الحلقة الأولى لبرنامجها الذي حشرته الـMBC في وقت ضيق قبل رمضان.

بدرية البشر، تقدم برنامجا حواريا باسمها، وهذا الشيء الذي أعده سلبيا في البرنامج، أن يكون باسم المقدم؛ لأن سياسة البرنامج لا تعتمد على عرض فكر ورأي المقدم وحده، مع إيماني بأن اسم "بدرية" سيمنحه ارتفاعا في نسب المشاهدة.. فبرنامج "بدرية" يناقش أهم 10 قضايا أسبوعية تتعلق بالمجتمع السعودي، بعد أن يستقيها من الأخبار السعودية اليومية وأحاديث السعوديين، التي تدور على مواقع التواصل الاجتماعي.. وتقدمه "بدرية" بلغة سهلة قريبة من الشارع بلا تكلف، وتدير الحوار فيه بأسلوب رشيق بلا تشنج.

لكن.. هل برنامج "بدرية" قادر على استيعاب كل آراء المجتمع حول قضاياه؟!

وبما أن البرنامج في بدايته.. كيف انتقلت الكاتبة الصحفية بدرية البشر من مقاعد الضيوف في القنوات الفضائية إلى مقعد إدارة برنامج تلفزيوني على أقوى قناة عربية MBC؟

والإجابة هنا ترجع إلى أن "بدرية" محاورة جيدة تثري البرامج التي تحل عليها ضيفة، وعقل يمتلك ثقافة، واسم يحمل إنتاجا أدبيا، وقلم حاد يشرح قضايا المجتمع.