ما يجهله البعض، حول الموقع الشهير "أنستجرام"، هو أنه وجد لرصد لحظات حياتنا بالصور، كطريقة أساسية للتعامل معه، وليس كأي موقع صور آخر، يتم تلغيمه بكثير من الصور المرحّلة من الشيخ "قوقل" كما يفعل بعض مستخدميه..

أفرزت المشاركات "الحقيقية" بالصور، والتي غالبا ما تظهر تفاصيل الآخرين، وما يملكون من أشياء، وتدل على وجهات سفرهم، وطبيعة لقاءاتهم، ظاهرة جديدة، أسماها المجتمع الغربي بالـ"Instagram Envy"، أي "الحسد الإنستجرامي"، بحسب الترجمة الحرفية لها، رغم أنني أميل لتسميتها "الغيرة الإنستجرامية"، حيث أن جل التقارير المكتوبة عن هذه الظاهرة، تتحدث عن المقارنات التي يعقدها الأفراد عند مشاهدة صور أصدقائهم، أو الأفكار التي تزورهم عندما يجدون صورا لتجمعات الأصدقاء في أجواء استثنائية ونادرة ويتمنون مشاركتهم، مما يثير "الغيرة" من خلال "اللاوعي"..

هذه الظاهرة، تبدو إحدى المشكلات لدينا في الوطن العربي، أو الخليجي على وجه التحديد، حتى لو لم نتوصل لمفهومها، أو نشعر بتأثيراتها بشكل مباشر، ولكن يمكننا معرفة هذا من خلال التأثير على سلوكنا، وتغير عاداتنا مع اللحظات، وإقحام الصور في معظمها، وهذا يتوازى مع رؤيتنا الجديدة للسفر، "السفر الإنستجرامي" – بحسب رؤيتي -، حيث أصبح التقاط الصور ونشرها أهم من الاستمتاع بالسفر ولحظاته، وكل هذا من أجل الاستعراض "غالبا".. وحتى لو لم نكن نؤمن بالمقارنات، فالطريقة الجديدة للتعاطي مع الصور تجبرنا على ذلك دونما نشعر، حيث إن "معظم الناس يدركون أنه ليس من الصحي مقارنة أنفسهم بالآخرين، لكن الشبكات الاجتماعية قدمت حالة مثالية لعقد مثل هذه المقارنات.."!

وأخيرا.. أعتقد أننا في بداية طريق مسيرة هذه الظاهرة، والتي قد تؤدي مستقبلا لما هو أكثر تأثيرا على العلاقات والأسر، وحتى على سلوك المجتمع "ربما".. وللاستزادة عن هذه الظاهرة، اكتب في "قوقل": Do You Have "Instagram Envy".. جرب أن تكون جريئا واسأل نفسك: هل تعاني من "الحسد الإنستجرامي"؟!. والسلام.