كلامي في هذه المقالة إعلان غير مدفوع الثمن لكنه كلام تقتضيه "الوطنية" والإشادة بالنجاحات السعودية، التي تتحقق عابرة محيطنا المحلي لتكون أيقونة النجاح السعودي إلى العالم العربي والدولي.
هل ثمة أحد في عالم الاتصال لا يعرف مجموعة الـ"إم بي سي"؟! لا يمكن لأي كائن إلا أن يكون جهاز التحكم لديه مر وربما استقر على مجموعة الـ"إم بي سي" MBC بقنواتها الأولى أو الأفلام أو الأكشن أو الدراما أو الأطفال أو الرابعة وكذا بقية السلسلة، ولا بد لأي متابع للحدث السياسي أن يكون مر على قناة "العربية" ليشاهدها أو ليشمت فيها أو ليقارنها مع منافستها الجزيرة الإخبارية أو أن يكون مرتكزاً أمام قناة "الحدث" إذا كان من مدمني الأخبار.
أكثر من عقدين مرت وهذه المجموعة السعودية تحلق صعوداً مديداً وبعيداً وفريداً عن بقية الأطباق الفضائية. السوق الفضائية مليئة بالغث والدش، وعامرة كما يقال "بفش الخلق والحش" لكن المشاهد "ينخل" المجموع ليصطفي النخبة القليلة من القنوات.
قد يحتج بعضكم بأن الـ"إم بي سي" لا تعبر عنا في محتواها الأغلب، وهذا الحق لا يُغيّب حقيقة أن الملكية والإدارة والمهارة كلها تحاك بيد عرّاب الإعلام وليد البراهيم، الذي ارتضى أن يجعل مجموعة الـ"إم بي سي" لسان العرب ومهوى متابعتهم.
يجرني إلى هذا الحديث الحوار الشامل الذي أجراه معه الزميل عادل الطريقي، رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط على هامش منتدى الإعلام العربي، الذي انعقد قبل أيام في دبي.
والذي يريد أن يتعرف على الشيخ وليد البراهيم وعلى رؤيته وعلى رسالة المجموعة وأهدافها، وعلى خطوات صعودها، وعلى حجم نجاحاتها عليه أن يطالع هذا الحوار المتكامل.
وقد لفت نظري في هذا الحوار مجموعة من النقاط:
1. نفى أبو خالد ما أشيع حول بعض التسريبات لبعض التجاوزات الدينية في قناة الأطفال (إم بي سي 3)، وأوضح أنها فبركات "فوتوشوب" يتم نسجها نكاية وكيداً للمجموعة من منافسين.
2. لم تنكفئ مجموعة الـ"إم بي سي" المملوكة والتي تدار من قبل سعوديين على مواطني هذه البلاد أو مواطني دول المجلس ولكنها استطاعت من خلال وجود 2500 مبدع أن تمثل العالم العربي بكل مكوناته وأطيافه، وهذه هي الخلطة السحرية الناجحة التي جعلت كل بيت عربي يجد فيها نفسه.
3. أبو خالد يعتبر أن نجاح الـ"إم بي سي" وريادتها قد ألقى عبئاً ثقيلاً على كاهله على نحو لا يمنحه الرضا والاسترخاء على وسادة هذه النجاحات بل الاستمرار في التفوق وإعادة إنتاج المجموعة كلما اقتضت الحاجة إلى ذلك مستقبلاً.
4. "إذا أردت أن تتبع أحداً فلا بد أن يكون ناجحاً.." جملة قالها معلقاً على قناة الجزيرة إنترناشيونال، التي يرى أنها لم تنجح ولم تحجز لها مكاناً لدى المشاهد الغربي رغم تكاليف الإنشاء الباهظة.
5. "mbc مصرية" هي قناة مصرية بامتياز. رداً على الجدل الذي أثارته مذكرة التفاهم بين هيئة الإذاعة والتلفزيون المصرية "ماسبيرو" ومجموعة "إم بي سي"، خاصة بعد عدول المجموعة عن الاستثمار في الفضائيات المصرية الخاصة أو شرائها بعد اكتشاف أنها لا تملك قيمة مضافة.
يبقى أخيراً أن الشيخ وليد البراهيم أحد أبرز أعلام الاستثمار في الإعلام وأكبر الناجحين في صناعة المحتوى العائلي الجذاب وفق سلسلة ناجحة من القنوات المنوعة، التي تحصد كماًّ عريضاً من المشاهدة في العالم العربي العريض، وهو الذي استطاع أن يجعل من هذه الصناعة الإعلامية وعاء استثمارياً مربحاً رغم كل ما يكتنف هذه الصناعة من صعوبة ومخاطرة نسبة لارتفاع التكاليف، ثم إن وليد البراهيم هو الذي فتح الباب على مصراعيه من خلال منح الثقة في مواهب وقدرات الشباب السعودي الإبداعية لاستصناع كادر خلاق ومبدع، حيث استطاعت إدارة هذه القاطرة التلفزيونية الضخمة بنجاح مشهود، ويقف الأستاذ عبدالرحمن الراشد والأستاذ علي الحديثي في مقدمة الصف من خلال تبنيهما لكل المواهب والطاقات الشبابية.
شكراً للزميل عادل الطريفي على هذا الحوار الدسم، الذي يجعلنا نزداد كل مرة إعجاباً وفخراً بهذا المبدع الخلاق وليد بن إبراهيم البراهيم.