الناس ألوان، تراهم كل يوم من حولك بألوان مختلفة، الزاهية منها والداكنة، تفرح أحيانا لكونك منهم وتحزن أحيانا أخرى، تفرح لفرح البعض وتحزن لما يجره عليك البقية، هؤلاء كيفما اتجهت تجدهم، منهم من يمكن مساعدته ومنهم من يرفض حتى المساعدة، منهم من يصغي ويتغير ومنهم يترفع حتى عن الحوار. لسنا ملائكة ولم يكن الكمال يوما سوى لله وحده، إذن لماذا اخترت أن ألقي الضوء عليهم؟ لكي نعترف بتواجدهم بيننا، لكي لا نقع في بحر التشاؤم ونتوقف عن المحاولة، فكونهم بيننا لا يلغي مسؤوليتنا بأن نستمر في المحاولة للتغيير والتوعية. ولا نتركهم يقفون في طريقنا، فإن كانوا واقعا فالواقع يغير وما نحن على هذه الأرض سوى أدوات للتغيير والبناء. فإن كان هذا الطريق لنا فلماذا ندعه للغير يترك حفره وتراكماته عقبات في حياتنا ومستقبل من سيأتي بعدنا؟!
سأبدأ ومن ثم سوف أترك لكم بقية المساحة لتكملوها أنتم....
- الذي يفتقر العمق الروحي، أو لنسمِّه الفكري، يؤمن في البقاء معزولا داخل ظلال الجهل، من السهل انقياده خلف أي فكر ضال.
- المتعالي الذي يؤمن بعبقريته ويتجنب الناس للحفاظ على ما يعتقده أنه تفوق، محتقرا بقية البشر، الذين يرى أنهم غير قادرين على أي براعة فكرية تمكنهم من فهم ما يقول أو يكتب.
- الذي يقصي أي شخص لا يتصرف أو يلبس أو يفكر بالطريقة التي يتبعها ، وعليه يقضي جل وقته في البحث والمراقبة.
- الذي يبحث عن الأخطاء البسيطة لدى الآخرين التي قد تكون أحيانا إملائية أو مطبعية أو حتى ثقافية لكنها ليست بالحجم الذي يؤثرعلى مجمل الموضوع المطروح للنقاش، يركز عليها كي يقلل من شأن الكاتب أو المتحدث.
- الببغاء الذي يقتبس من أقوال المفكرين والفلاسفة ثم يرددها بين كل جملة وأخرى حتى وإن لم يستدع الأمر لذلك ليؤكد للباقين عمق علمه وغزارة معرفته وجهل غيره.
- الذي لا يُخرج من فمه سوى نسخ من الآراء المتحيزة أو العنصرية والتي قد تكون صدرت عن شخصيات على شاشة التلفاز أو رددت في المحاضرات أو المنتديات، أو على صفحات الصحف والمجلات أو بعض الكتب والمطويات، أو حتى تربى عليها منذ الصغر في المدرسة أو البيت.
- الذي يستمع للوعود التي ما تنفك تخرق، ويشهد كيف تتراكم على رأسه المصائب ويستمر في التصديق.
- الذي يجري وراء أي إشاعة ربح سريع ويخسر ويقع ومن ثم يقف ليجري من جديد.
- الذي يردد على الناس بأن مشاكلهم سوف تحل دون أن يقوم بأي حركة اتجاه تحقيق ذلك ويجعل الناس تنتظر... وتنتظر.. وتنتظر.
- الذي يتحدث عن حياة ومستقبل أفضل، فنجد أن حياته تحسنت بينما حياة الكثيرين من حوله من سيئ إلى أسوأ.
- الذي يعتقد بأنه فوق النقد وفوق المحاسبة، وإن تجرأ أحدهم وسأله وجد نفسه هو المساءَل.
- الذي يمد يده ليتسول المساعدة للغير فتجد ثلاثة أرباعها قد سقطت سهوا في حساباته.
- الذي يعيش على المظاهر ولو كلفه جوع أبنائه أو تشريد أسرته.
- الذي تشتته القضايا الصغيرة ويلتهي بها فلا يرى القضايا الكبيرة التي تهدد أمته ووطنه.
- الذي يضع المخلوق وليس الخالق نصب عينيه ويسعى لإرضائه.