غيابهم يعني تحول البلاد لمستنقع كبير من الأمراض والأوبئة، حياتهم روتينية لا يستطيعون التفريق بين أيامها، الأرصفة وجريد النخل أنيسهم، والنفايات "أكسجينهم"، وفيما يلقبون بـ"مهندسي النظافة" في اليابان، تقديراً لدورهم، يعانون عندنا من أوضاعهم المعنوية والمادية.
عمال النظافة، يقضون يومهم في التقاط ما يلقيه الناس من مخلفات، تحاصرهم الأمراض من كل الاتجاهات، لا تمنعهم برودة الطقس أو هطول الأمطار من ممارسة عملهم، وفي نهاية الأمر يتقاضون مرتبات زهيدة، تتأخر في أحيان كثيرة.
"الوطن" التقت العامل محمد بوست "35 عاماً"، الذي يعول «3» أطفال، وقال: "ظروفي الاقتصادية أجبرتني على هذا العمل منذ سنة، ولم يطرأ أي تغيير أو تطوير بالنسبة لأوضاعنا من حيث زيادة الأجور"، موضحاً أنه يتقاضى راتبا قدره500 ريال في الشهر، وأنهم يتعرضون لكثير من المشاكل والمعاناة، مشيراً لقيامهم بالتعامل بالأيدى لجمع النفايات مما يعرضهم للجروح والكثير من المشاكل الصحية وغيرها.
من جانبه، أوضح المواطن محمد عطاالله ربيعة، أن نظرة المجتمع لعامل النظافة نظرة قاسية ومؤلمة، تتجاهل كون هذا الرجل يكافح من أجل لقمة العيش، من أجل تحسين أوضاع عائلته المادية، من خلال هذه المهنة، وقال: "نحن أبناء هذا البلد اولى بخدمته ولو تعاونا وتكاتفنا جميعاً برمي النفايات بمكانها المخصص لها لا نحتاج وقتها إلى عمال النظافة".
وأضاف ربيعة: "عامل النظافة يخرج للشارع مع صلاة الفجر ويتحمل شدة برودة الطقس، ومع الأسف الشديد يواجه ظلم بعض الشركات في بخس حقه المالي، ومن بعض الشباب هداهم الله، من مضايقات".
مدير فرع وزارة العمل بتبوك علي آل عامر، أكد أن نظام العمل يراعي حقوق العاملين، ويلزم صاحب العمل بإجراءات وقائية تحفظ العمالة من الأخطار والأمراض، وقال: "لا يجوز لصاحب العمل أن يقتطع من أجورهم أي مبلغ لقاء توفير هذه الحماية، ويجب على صاحب العمل إحاطة العامل بأخطار مهنته وإلزامه باستعمال وسائل الوقاية المقررة، إضافة لتوفيرها له".
وأكد آل عامر أنه يجب على صاحب العمل مراعاة عدم تشغيل العمالة خلال العوامل الجوية السيئة كالأمطار وأشعة الشمس المباشرة، مؤكداً أن جميع منشآت القطاع الخاص خاضعة للرقابة بناء على مواد نظام العمل بالمادة الخامسة منه".
من جانبه، أوضح المتحدث الإعلامي لأمانة منطقة تبوك المهندس إبراهيم الغبان، أنه من الطبيعي عند هطول الأمطار أن تكون هناك عمالة في المواقع ولكن يتم تخفيضهم حسب أهمية تواجدهم، وتوفير جميع وسائل السلامة لهم، وقال: "هناك عقود بين الشركات والعمالة التابعين لها ملزمة للطرفين، وعند تشغيل العمالة لأكثر من 8 ساعات يصرف لهم خارج دوام، ولا يتم سحب الجوالات من عمال النظافة ولكن يتم التنبيه عليهم بعدم استخدام الجوالات أثناء العمل إلا للضرورة القصوى، وجميع العمالة لديهم تأمين صحي سارٍ".