ليس هناك أدنى شك في أن وزيرا بحجم الأمير خالد الفيصل، وبفكره الإداري المتقد وطموحه الذي لا يحد، لا يحتاج إلى وصية من المنظرين ومتقاعدي التربية الذين قضوا جل أعمارهم متشبثين بالكراسي وغادروها دون أن يكون لهم أي أثر يذكر.

بعض الأصوات التي ظهرت خلال الأسبوع الماضي أجزم بأن تطوير التعليم يقض مضاجعها، ولذلك كانت تحاول بطريقة أو أخرى التأثير على خطط تطوير التعليم، من خلال التنظير في بعض وسائل الإعلام، بعد الإعلان عن أكبر مشروع تطويري للتعليم.

استغربت كثيرا من وصايا مسؤول سابق كان يشغل منصب وكيل وزارة المعارف في حقبة من الزمن، عندما تحدث لأحد المواقع الإلكترونية عن مشروع تطوير التعليم وظهر منظرا بعد أكثر من 10 سنوات من تقاعده.

حديث هذا المسؤول حمل عددا من الوصايا لوزير التربية والتعليم والمناشدة باستثمار الـ80 مليارا بما يجعل المدرسة بيئة جاذبة للمعلمين والاهتمام بهم ودعمهم ماديا ومعنويا.

يبدو هذا الكلام مقبولا، لو كان موجها إلى مسؤول غير الأمير خالد الفيصل، ويبدو معقولا لو كان من غير هذا المسؤول الذي كان يشغل منصبا حيويا في وزارة التربية والتعليم.

من حق أي معلم قرأ حديثه أن يتساءل: أين سعادة الوكيل السابق من دعم المعلم ماديا ومعنويا عندما كان صاحب قرار في وزارة المعارف؟ ألم يكن المعلم في عهده يعين على بند 105 براتب مقطوع لا يتجاوز 4 آلاف ريال؟ ألم تكن المباني المدرسية المستأجرة في حقبته تفوق المباني الحكومية بأضعاف مضاعفة؟ ألم تكن المناهج في عصره مبنية على التلقين؟

دعني يا سعادة الوكيل أقول لك بكل ثقة وصراحة: التعليم اليوم بين يدي القوي الأمين الذي ينشد الدقة والإتقان في كل عمل أو مهمة يؤديها، فلا تقلق، وثق تماما أن السنوات الخمس القادمة كفيلة بنقل التعليم إلى مرحلة غير مسبوقة من التطور بما يواكب مرحلة العصر.