ما لم يتخلّ النقد عن غطرسته الخلّاقة وكبريائه المحرِّضة، فإنه لن تتبقى له غير كلمات قليلة لشتم تجربة أشرف عبدالباقي الجديدة "تياترو مصر".. يد النقد في الماء بينما جسد المسرح في النار! ضع عشر كلمات تبدأ من "تسيّب" وتنتهي بـ"مسخ" واستقبل المهنّئين بمنجزك النقدي البتّار.. فقط أغمضت عينيك عن حقيقة ما يجري في مصر!
ما يقوم به أشرف عبدالباقي بطولة، لا أجد كلمة أوفى من هذه للحقيقة، انتصر للضوء والجسد، ولقيمة التواصل، وارتضى نصوصاً بسيطة وإخراجا متساهلا، وشكّل فرقة مقاومة من مواهب شابة، لم يتبين منها أحد مستقبله بعد، لكنهم ـ دون شك ـ وجدوها فرصة لكسب شهرة بالوقوف أمام نجم لامع ومحبوب، الوقوف أمام عادل إمام نفسه لا يتيح لممثل شاب ما يمكن أن يتيحه له اثنان على المسرح: أشرف عبدالباقي، وشريف منير، ورِثا من فؤاد المهندس كرم الإيثار، ومنح الآخر أكبر كمية ممكنة من مساحة الحضور، وها هو أشرف عبدالباقي يقدم عبر "تياترو مصر" شخصيات لم يعد الشك وارداً في صعودها لحظوظ أوفر، أهمها علي ربيع، مع ديكور طيب، وها هو الجمهور يحضر ويقبل بترحاب تفتيشه أمنياً، لمشاهدة عرض أسبوعي..
الفن ينتصر على الإرهاب بتنازلات يحتمها المُعاش وقلّة المَعاش!