في مثل هذا اليوم من الأسبوع الفائت.. رحل عنا الرجل الرمز (أبو محمد) عبدالعزيز الخويطر، الذي كان علامة وطنية فارقة.. وضع بصمته على جوانب متعددة يذكره الناس معها بالخير.
كان لصيقاً بالتعليم العام والعالي.. مديراً لأول جامعة سعودية.. وزيراً للمعارف.. ووزارات أخرى، إما بالإصالة أو النيابة عن زملائه وقت إجازاتهم أو انتداباتهم عقوداً من الزمن، ما أهله للقب عميد الوزراء.. لا يكل ولا يمل.. لا يدركه السأم.. موضع ثقة ملوكنا ومستودع أسرارهم ومندوبهم وحامل رسائلهم المكتوبة والشفوية إلى ملوك ورؤساء الدول.. لا ينتهي من مهمة إلا يُكلف بالأخرى.
شهد له المقربون منه بالحزم والنزاهة والشفافية في أعماله، والحث على الترشيد والاقتصاد وعدم الإسراف بالمال العام.
عرفته إبان ترددي على (الرياض) العاصمة عضواً بمجلس الشورى.. كلما قابلته كنت أهنئه على بركة الوقت.. فهو مع قيامه بمسؤولياته يؤلف الكتب وينشر المقالات.. يتواصل مع الإعلام.. يزور ويُزار ويرأس اللجان ويحضر المناسبات المتعددة.
مؤرخ حصيف مدقق.. كانت أطروحته للدكتوراه عن (الظاهر بيبرس).. دوّن ذكرياته في عشرات الإصدارات تحت عنوان: (وسم على أديم الزمن)، حظيت بها مهداة منه إلى جانب مؤلفات قيّمة أخرى.
أتمنى على أبنائه الأعزاء وأصدقائه الأوفياء، أن يبرزوا ما تبقى من تراثه الفكري إحياء لذكراه.
رحم الله (أبا محمد).. وجزاه الجنة عما قدّم لوطنه.. الحمد الله على قضائه وقدره.