شكك الناقد الدكتور سعيد السريحي في مصداقية قصة "امرأة عمورية" ونجدة الخليفة المعتصم عبر استجابته لصرختها "وامعتصماه"، مطالبا بأهمية إعمال الفكر في التعامل مع التاريخ ؛ وكشف الصادق والزائف منه، وأكد وهو يتناول قصة فتح عمورية والمرأة التي تعرض لها رجل من الروم بالأذى، من خلال محاضرته "شعرنة التاريخ" التي استضافتها قاعة قس بن ساعدة بنادي نجران الأدبي مساء أول من أمس، أن ما كان العرب والمسلمون يتمتعون به من عزة وكرامة، وما يتسمون به من نجدة المحتاج وإغاثة الملهوف ونصرة المستضعف تلخصها القصة كشاهد ما كنا عليه.

وذهب السريحي إلى أن الزهو بما مضى من التاريخ والتحسر على ما آل إليه أمرنا، يجعلنا نستسلم لعاطفتين جياشتين تضعان العقل في حالة حياد وتتواطآن على تغييب التفكير الانتقادي الذي ينبغي أن يكون منهجنا وطريقنا حين نريد أن نستعيد من التاريخ ما يمكن له أن يكون عونا لنا لتفهم حاضرنا وإعادة بنائه والخروج من المأزق الذي انتهت إليه الامتان العربية والإسلامية. ورأى السريحي أن ذلك التفكير الانتقادي جدير بأن يطرح علينا جملة من الأسئلة يتوجب علينا مواجهتها قبل أن نسلم بمصداقية تلك القصة التي ذكرها بعض المؤرخين عرضا، ولم يتطرق إليها مؤرخون آخرون وأصبحت رغم ذلك مهوى أفئدة شعرائنا حين يكتبون شعرا وخطبائنا حين يعتلون المنبر.