تتميز مملكتنا الحبيبة بترامي أطرافها وتباعد مسافاتها، وهذه الميزة تتحول إلى معضلة حين تفتقد بعض المدن والمحافظات المطارات الإقليمية أو الدولية مما يجعل الخيار الوحيد هو التنقل براً والسفر براً يعني معاناة تبدأ بسوء أحوال المحطات التي تصادف المسافرين على الطرق، وقد تنتهي بقلة الخدمات وأحياناً انعدامها كلياً، مما يمثل معضلة حقيقية لمن يفكر ولو مجرد التفكير في تحويل بوصلة السياحة إلى نزهة (داخلية), إذاً ما الحل؟

صديق خاص وسوس لي وهو يقول يا أخي ليش ما تقترح لمن بيده الحل والربط بأن يتم إنشاء شبكة سكة حديدية تربط مدن المملكة؟ فأجبته مباشرة أنت عارف كم تكلفة إنشاء قطار المشاعر وحده؟

حتى تقترح إنشاء شبكة تغطي مملكة بحجم قارة؟ فقال لي مباشرة الحل في التخصيص وتسليم هذا المشروع لمستثمرين يوكل إليهم إنشاء هذا المشروع من خلال مربعات تنجز بها المحطات شيئاً فشيئاً!

بصراحة أقنعني كلامه وشعرت أن هذا الحل منطقي ويختصر مسافات الروتين القاتل الذي يجهض أي حُلم يسابق الزمن، وتذكرت حينها أرامكو وإنجازها لملعب (الجوهرة) في وقت قياسي!

وبالعودة إلى فكرة القطار أجد والله أعلم أنه من المجدي إسنادها لشركات وتحالفات تؤسس لمشروع نهضوي شامل بحيث يدخل صاحب الأرض (إن وجد) واعترضت أرضه طريق أي مشروع بأن يدخل كمساهم في هذه الشركة التي أجزم بأنها ستربح المليارات وستوفر آلاف الفُرص الوظيفية لأبناء البلد، وبالتالي ستمثل مصدر ربح لأصحاب الأراضي البيضاء الشاسعة، وأكرر (إن وجدت)، وبذلك تتحقق فوائد متعددة ولأكثر من طرف، فاللهم عجل بالقطار السريع.

خاتمة: محافظة كالقنفذة تبعد عن جدة حوالي 400 كم ألا تستحق قطارا طالما مازال المطار عزيزا؟