تابعت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان المكلفة بالنظر في قضية اغتيال الرئيس اللبناني الأسبق رفيق الحريري ورفاقه، جلساتها أمس، واستمعت عبر دائرة تلفزيونية مغلقة إلى شهادة العميد في قوى الأمن الداخلي أسعد نهرا، الذي تحدث عن التحاليل التي أظهرت عدم وجود المدعو أحمد أبوعدس في مسرح الجريمة التي استشهد فيها الرئيس رفيق الحريري و22 آخرون. وكشف أنهم فتشوا عنه حتى في فرشاة أسنانه، وقال: "هذه النتيجة الموجودة في تقريرنا، نقلا عن نتائج تقارير بعض المختبرات العالمية التي أجريت فيها تحاليل الأدلة، وكما يظهر في البند 52 لم تتطابق البصمة الوراثية لكل من والد ووالدة أبوعدس مع أي بصمة وراثية موضوع الفقرة 51 أعلاه. ووفقاً لنتائج المختبرات، فإن فرشاة الأسنان التي ادُعي أنها تعود لأحمد أبوعدس ثبت أنها لا تعود إليه".

كما رد القاضي على سؤال وكيل الادعاء قائلاً إن معظم العمل الذي أجري في تلك المرحلة كان محاولة لتحديد هوية بعض الأشلاء البشرية مجهولة الهوية التي انتُشلت من موقع الجريمة، مشيراً إلى أن عمل المختبرات الجنائية هدفه تحديد الهويات من خلال الآثار البيولوجية الموجودة في مسرح الجريمة.

في سياق منفصل، شغل موضوع الطائرة المجهولة التي حلقت لفترة طويلة فوق منزل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الأوساط السياسية والأمنية، باعتبارها تمثل رسالة تهديد واضحة لجعجع، إثر مواقفه الواضحة المعـارضة لمشاركة قوى 14 آذار في الحكومة المرتقبة.

وأمس تم فضح هوية هذه الطائرة بعد أخذ ورد، لا سيما أن الجهات الأمنية الرسمية لم تعر الموضوع الاهتـمام الكـافي.

وأعلن عضو كتلة "القوات" النائب أنطوان زهرا أن الـطائرة إيرانية من نوع "ياسر" وتـمتاز بالدقة في التصوير، وأنها طــائرة استطلاع ورصد، وأضاف: "بعد اليوم لن تستطيع المرور لأنها ستسقط". وكانت مصادر أمـنية قد أوضحت أن الطائرة تتبع لحزب الله، وأنـها نسخـة مُعدَّلة من طائرة الاستـطلاع الأميركيةScan Eagle التي أعلن الحرس الثوري الإيراني في ديسمبر 2012 أنه أسقطها بعد خرقها المجال الجوي الإيراني فوق الخليج.

بدوره، قال وزير الداخلية والبلديات مروان شربل: "المسألة بحسب التقارير الأمنية، جدية وليست مزحة، وقد شوهدت بالعين المجردة"، مشدداً على وجوب اتخاذ الإجراءات الـلازمة لحماية معراب وكل من يتعرض لمحاولة اغتيال، وأضاف: "مهما كان مصدرها يجب التعامل معها من قبل الجيش اللبناني". وعن إمكان وضع مضادات لإسقاط الطائرة، قال: "هذا الأمر من جملة الاقتراحات التي نوقشت في الساعات الماضية".

من جهة ثانية، استجوب قاضي التحقيق العسكري نبيل وهبة أمس، الموقوف عمر الأطرش المدعى عليه بجرم الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح بقصد القيام بأعمال إرهابـية ونقل انتحاريين وتجهيز ونقل سيارات وأحزمة ناسفة وصواريخ ومتفجرات والاعتداء على الجيش في مجدليون وجسر الأولي وإطلاق صواريخ على إسرائيل وحيازة أسلحة ومتفجرات. وأصدر وهبة مذكرة بتوقيفه بالاستناد إلى ما جاء في الادعاء عليه.