لكل منا أحلام وطموح، ولكن ما يختلف بيننا أن البعض يضع طموحه وأحلامه في ملف الأرشيفات المستحيلة، والبعض يضعها في ملف المستقبل القريب، يجب أن يضع كل منا أحلامه وطموحاته نصب أعينه، يجب أن يدونها، ويبذل جهده وعزمه ليحققها.
كان كثيرا ما يدعو الرسول، صلى الله عليه وسلم، "اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، وأسألك عزيمة على الرشد" أخرجه البخاري، وفي ذلك يطلب صلى الله عليه وسلم من المولى عز وجل الثبات والعزيمة على إكمال السبيل.
فالعزيمة أمر مهم، فمن لا يمتلكها لن يصل إلى مبتغاه وطموحه؛ لأنها العنصر الذي يحركك تجاه ما تطمح إليه.
كثير من المخترعين ورواد الأعمال لم يكونوا من نخبة المجتمع، ولا من أصحاب الكفاءات التعليمية، لكن كانوا ممن يمتلكون طموحا كبيرا وفطنة، فعلى سبيل المثال أول من أنتج فرشاة الأسنان هو ويليام أديس في عام 1780م، إذ إنه قام بابتكار فرشاة الأسنان خلال قضائه في السجن في عام 1770، إذ لم تعجبه طريقة تفريش الأسنان لدى المساجين، فكانوا يضعون على القماش ملحا وفحما
ويستخدمونها لتنظيف الأسنان، فقام عندها بعمل أول فرشاة أسنان مكونة من قطعة من عظام الحيوان، ثقبها عدة ثقوب، ومرر فيها عدة شعيرات حيوانات خشنة، وعند خروجه من السجن قام بإنتاج فرشاة الأسنان وبيعها.
إنني على قناعة تامة أن شباب هذا الوطن يمتلك الكثير من الفكر العالي، ولكن ينقص بعضنا الطموح، وينقص البعض الآخر الثقة بنفسه، يجب أن تحضر الثقة لدى الجميع بتفكيره وبعمله والإيمان بابتكاراته، عندها سيزخر هذا الوطن بإنتاجه وصناعته بمهندسيه وأطبائه؛ لأن شباب اليوم هم مستقبل الغد.