في الوقت الذي يدور فيه جدل كبير في أوساط التربويين وأولياء الأمور حول مناهج العلوم والرياضيات المطورة في المراحل الدراسية المختلفة؛ قال وكيل وزارة التربية والتعليم السابق الدكتور علي الخبتي إن تطوير مناهج العلوم والرياضيات لا يتعدى الترجمة فقط، وقال يجب أن نتأكد من أن الفلسفة الموجودة أصلاً في النسخة الأصلية لسلاسل ماجروهل قد انتقلت للنسخة العربية من مناهج الرياضيات والعلوم الطبيعية وليس الترجمة فقط، وأن نتأكد من المعايير وأن النماذج معيارية في النسخة العربية.

وقال الخبتي إن الجودة مطلب أساسي لكي يستقيم التعليم ونحن لا نريد كم المشاريع ولكن نريد أن تصل هذه المشاريع إلى المنتج النهائي وهو "الفصل والطالب"، وأضاف يجب أن نبحث عن الوسائل والطرق التي تؤكد لنا أن ما يتم في الوزارة يصل إلى الفصل الدراسي ليس هذا فقط بل نتأكد أنه حقق أهدافه، وأنه ارتقى بمستوى الطالب.

وتباينت آراء التربويين حول جدوى المناهج من عدمها واتفقوا على أن عدد الحصص لا يتوافق مع المناهج المطورة، يقول محمد القرني – معلم كيمياء - المادة العلمية والمحتوى في المناهج المطورة ممتاز لكن زمن الحصة لا يكفي للدرس، وكذلك المختبرات غير مجهزة بما يتوافق مع المنهج وكثير من الأدوات غير متوفرة، وقال القرني إن الدورات التدريبية غير كافية وكان من المفترض أن تكون قبل طرح المنهج بين يدي الطلاب، كذلك لابد من إعطاء محضري المختبر دورات تدريبية على المناهج الجديدة حالهم حال المعلمين.

واتفق ثامر المفتي – معلم أحياء- مع محمد القرني في عدم توفر الأدوات والوسائل التعليمية المطلوبة في المختبرات، كما يرى أنه لا يوجد تكافؤ ولا ترابط بين الفصل الأول والثاني في بعض المناهج وخصوصاً منهج الأحياء في الصف الثالث الثانوي، ففي الفصل الأول المحتوى قوي بينما في الفصل الثاني المنهج سطحي، كما وصف المفتي الترجمة في بعض الدروس بأنها ترجمة حرفية، كما أن زمن الحصة لا يكفي في الكثير من الدروس.

وعد خالد القرشي – معلم رياضيات – المنهج المطور للرياضيات أحد أهم مشاريع الوزارة الرائدة، حيث يتميز بتنوع أساليب وطرائق التدريس الحديثة، إضافة إلى أن المنهج يعتمد على النظرية البنائية حيث يبني الطالب المعلومات بنفسه ليصل إلى تحقيق الهدف المنشود، والعملية التعليمية فيه متمركزة حول المتعلم بالدرجة الأولى وتربط الطالب بالبيئة المحيطة به ليستطيع حل المشكلات التي تواجهه في الحياة، كما أن السلسلة تراعي الفروق الفردية للطلاب من خلال تنوع التمارين، وإخراج كتاب الرياضيات متميزا من حيث الألوان والرسومات المستوحاة من البيئة، وانتقد القرشي كثرة التمارين في المنهج؛ حيث لا يستطيع الطالب حل جميع هذه التمارين مقارنة بالخطة الزمنية للمادة.