فرضت عملية تفجير سيارة مفخخة في مدينة الهرمل شرق لبنان، التي خلفت سقوط 4 قتلى أول من أمس، نفسها على المجتمع اللبناني والعالم، ودان مجلس الأمن الدولي في بيان التفجير الانتحاري، داعيا مختلف الأطراف إلى الامتناع عن أي تورط في الأزمة السورية، ومطالبا بمحاكمة مرتكبيه.
وفي بيان منفصل أوضح الناطق باسم الأمين العام للامم المتحدة مارتن نيسيركي، إن بان كي مون يدين بشدة الاعتداء، ويعبر عن تعازيه للضحايا، وقال البيان إن
"التصعيد الأخير في أعمال الإرهاب والعنف في لبنان يشكل مصدر قلق كبير"، داعيا كل الأطراف بما فيها الجيش وقوات الأمن إلى "التصدي لمثل هذه الأعمال غير المقبولة والعشوائية وحماية أمن لبنان واستقراره". محليا، عثر المحققون الجنائيون اللبنانيون أمس، على رأس الانتحاري الذي فجّر نفسه داخل سيارة مفخخة داخل محطة الأيتام في الهرمل، ولم يُعرف رقم محرّك السيارة المستخدمة في التفجير حتى مساء أمس. وكانت مصادر أمنية كشفت أن رقم لوحة "الشيروكي" التي استُخدمت في التفجير مزوّر، وأن المفجّرين استخدموا لوحة جيب "شيروكي" جردوني يملكها شخص من صور. وقالت مصادر في حزب الله إن "سيارة الانتحاري كانت ترصد من رأس بعلبك الى الهرمل وكانت عناصر الحزب بانتظار انتهاء الانتحاري من تعبئة الوقود وإكمال سيره لتوقيفه".
فيما صدر عن قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه ـ بيان أمس، أوضح فيه أنه
"نتيجة كشف الخبراء العسكريين على موقع الانفجار، تبين أن كمية المتفجرات المستعملة تتراوح ما بين 25 و30 كيلو جرام، وهي عبارة عن مواد متفجرة وعدد من القذائف والرمانات اليدوية".
وطالب رئيس الجمهورية ميشال سليمان الأجهزة الأمنية والقضائية بملاحقة المحرضين والمرتكبين ومحاسبتهم، داعيا المواطنين والقيادات السياسية بالتبصر فيما يتربص بالوطن من مخاطر وتهديدات، والتصرف بوحي المصلحة الوطنية.
ومن جانبه، علّق رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة على التفجير الانتحاري بالقول إن "حماية لبنان من مخاطر انعكاسات الأزمة السورية يكون بوحدة الشعب اللبناني، وبدعمه للدولة بمؤسساتها السياسية والأمنية والعسكرية؛ كي تواجه الإرهاب والإجرام"، مشددا على انه "يجب أن يترافق ذلك مع خطوات ضرورية أولها انسحاب حزب الله من القتال في سورية والعودة إلى لبنان والخطوة الثانية تكون بتسليم الأمن على الحدود اللبنانية السورية للجيش اللبناني مدعوما بقوات الطوارىء الدولية".
وفي عاصمة الشمال بطرابلس، تجددت الاشتباكات في الأسواق الداخلية أمس، عند مرور موكب تشييع القتيل عمر حميدان، وتم إطلاق رصاص كثيف طال المباني وإلقاء قنابل يدوية، إذ أصيب مواطن من آل خليل بالقرب من سوق الصاغة بالتزامن مع التشييع. فيما ألقى الجيش اللبناني القبض على المدعو نور سيف الدين الحاج ديب، بعد توفر معلومات عن قيامه بقتل حميدان. وتسبب إطلاق النار في الهواء أثناء التشييع، والتبادل المحدود لإطلاق النار بالقرب من ساحة النجمة في حالة من الهلع في الأسواق الداخلية التي أغلقت جميع محلاتها، وسادت الأجواء الحذر الشديد بعد اشتباكات متقطعة أدت إلى سقوط عدد من الجرحى لاحقا.