يعاني ملايين الناس من اضطرابات النوم المزمنة، نحو 20 مليونا منهم يعانون من اضطرابات النوم الموقتة. وتؤثر اضطرابات النوم والحرمان منه في العمل والقيادة والأنشطة الاجتماعية، وتكلف اضطرابات النوم نحو 16 مليار دولار من التكاليف الطبية سنويا.

وقال استشاري ورئيس قسم الطب النفسي في المستشفى السعودي الألماني بعسير الدكتور رمضان قطب إبراهيم إن الإنسان يمر عادة بدورة نوم مؤلفة من خمس مراحل وهي: مرحلة النُّعاس، ثم النوم الخفيف، يليه النوم العميق، ثم النوم العميق ذو الموجات البطيئة، وأخيرا نوم الريم وهو نوم حركات العين السَّريعة.

وأضاف: "نمضي حوالى نصف مدة نومنا الإجمالية في المرحلة الثانية من النوم، وحوالى 20% من المدة في نوم الريم، و30% المتبقية من المدة في المراحل الأخرى من النوم. أما الأطفال فيمضون نصف فترة نومهم في مرحلة نوم الريم".

وخلال المرحلة الأولى وهي النوم الخفيف، نتقلب في نومنا ويسهل إيقاظنا، وتكون حركة أعيننا والعضلات بطيئة جدا، كما يسبق تقلُّصات العضلات، وإحساس بالاستغراق في النوم. أما في المرحلة الثانية من النوم فتتوقف حركات العينين ويبطؤ نشاط الدماغ.

وفي المرحلتين الثالثة والرابعة، تظهر موجات دماغية بطيئة جدا، ومن الصعب جدا أن نوقظ شخصا غارقا في المرحلتين الثالثة والرابعة من النوم، واللتين تُسميان النوم العميق، وفي هاتين المرحلتين، لا تتحرك العينان، إذا أُوقظ شخص في مرحلة النوم العميق، نجده لا يتأقلم بسرعة، حيث يترنح ويشعر بالارتباك لبضع دقائق، كما أن بعض الأطفال يبللون أسرتهم أو يشعرون بالرعب أو يسيرون في نومهم في مرحلة النوم العميق.

وخلال نوم الريم، يصبح التنفس سريعا وسطحيا وغير منتظم، وتتحرك أعيننا بسرعة في جميع الاتجاهات، وتصاب عضلات الأطراف بشلل موقت، ثم تزداد سرعة ضربات القلب، ويرتفع ضغط الدم.

وحين يستيقظ الأشخاص من هذه المرحلة من النوم، غالبا ما يخبرون الآخرين عن أحلامهم التي حلموا بها في تلك المرحلة، والتي يصفونها بأنها غريبة وغير منطقية عادة.

وأضاف الدكتور رمضان أن دورة النوم الكاملة تستغرق نحو 90 دقيقة إلى 110 دقائق، وتتألف دورات النوم الأولى في الليل من فترات قصيرة من نوم الريم وفترات طويلة من النوم العميق، وكلما تقدم الليل زادت فترة نوم الريم طولا، وقصرت فترة النوم العميق، وعند بلوغ الصباح نمضي كل فترة النوم في المراحل الأولى والثانية ونوم الريم.

وأكد استشاري الطب النفسي أنَّ الدراسات أثبتت أن النوم ضروري جدا للاستمرار في البقاء ويؤثر الحرمان من النوم سلبا في الجهاز المناعي، كما أن النوم ضروري لوظيفة الجهاز العصبي، ولتكوين الذاكرة والرشاقة والقدرة على أداء العمليات الحسابية، ويؤثر النوم العميق في هرمون النمو الهام لدى الأطفال والمراهقين. وتتجدد معظم خلايا الجسم في أثناء النوم العميق، فهي تنمو وتصلح التلف الذي يسببه الإجهاد والأشعة ما فوق البنفسجية، لذا يعد النوم العميق النوم المعزز لـ"الجمال" بالفعل.

وأوضح أن هناك أكثر من سبعين نوعا مختلفا من اضطرابات النوم، ويمكن السيطرة على معظمها عندما يتم تشخيص الإصابة به. وتقسم هذه الاضطرابات إلى أولية وتشمل نوعين أساسين: اختلال النوم (الديسسومنيا) وخطل النوم (الباراسومنيا). وأكد الدكتور رمضان أن اضطرابات النوم الثانوية هي التي تكون مصاحبة لمرض آخر مثل الأمراض النفسية (الاكتئاب، القلق، والاضطرابات الذهنية) والأمراض العصبية (العته السني والصرع) وسوء استخدام المواد المؤثرة عقليا (الكحول، والمخدرات).

وتشمل "الديسسومنيا" مجموعة كبيرة من اضطرابات النوم منها الأرق، وفرط النوم، انقطاع النفس النومي، متلازمة تململ الساقين. أما "الباراسومنيا" فتشمل مجموعة أخرى من اضطرابات النوم مثل الاضطرابات المصاحبة للاستيقاظ وهي تتضمن الاستيقاظ المصحوب باختلاط ذهني والسير أثناء النوم. وهناك أيضا اضطرابات الانتقال بين اليقظة والنوم مثل اهتزاز بداية النوم، الكوابيس الليلية، شلل النوم، صرير الأسنان، التبول اللاإرادي، والتحدث أثناء النوم.