فيما تتسابق القوى العظمى إلى اكتشاف ما يبدو للعرب وكأنه من "الغيبيات" بما في ذلك علوم الفضاء والصعود إلى القمر والوصول إلى ما هو أبعد منه كـ"المريخ" على سبيل المثال لا الحصر، استطاع الفنان علي بن محمد أن يسجل نفسه كـ"أول رائد فضاء إماراتي" يزور القمر بل تجاوز أيضا، الإنجاز الذي حققه أول رائد فضاء أميركي تطأ قدماه سطح القمر نيل آرمسترونج، إذ إن الأخير لم يصعد إليه سوى مرة واحدة، بينما زار ابن محمد القمر 20 مرة، عبر أغنيته الجديدة "زرت القمر عشرين مرة.. ورديت!".. وباعتقادي الشخصي فإن المشكلة ليست محصورة في تكرار زيارة ابن محمد إلى القمر، بل بالعودة في كل مرة سالما إلى الأرض.

من ينظر إلى حال الأغنية العربية، يعي تماما لماذا العرب فضلوا أن يستقروا على الأرض، ولا يفكروا بما عداها، باستثناء المطربة اللبنانية كارول سماحة التي قالت في إحدى أغنياتها "إنته حدودك هالأرض.. وأنا حدودي السماء"، قاصدة بذلك عشيقها، متوافقة بذلك مع ما صدحت به حنجرة نجوى كرم لمحبوبها بقولها "خليك ع الأرض لا تعلى كتير..".

مشكلة العرب لا تنحصر فقط في "فنهم" بل في كل مناحي حياتهم.. فهم الأكثر استهلاكا لأي شيء وكل شيء.. وحينما يقررون فعل شيء فإنهم يبتدعون بدلا من أن يبدعوا.

صحيح أن أعذب الشعر أكذبه، ولكنه ليس بالطريقة التي يمارسها كتاب الأغنية العربية في مثل هذه الأيام.

فايزة أحمد إحدى فنانات "الزمن الجميل"، حينما غنت "يامه القمر ع الباب" لم يعترض عليها أحد، رغم عدم واقعية كلمات الأغنية، لأنها استخدمت الرمزية، ولم تتجرأ على الصعود إلى القمر 20 مرة كما فعل ابن محمد.