أكد عدد من المحللين السياسيين المصريين أنه ينبغي على الدول العربية أن تتعامل بجدية مع التقارب التركي - الإيراني الذي عبرت عنه زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان الحالية إلى طهران. مشيرين إلى أنها قد تمثل خطراً يهدد الأمن القومي للدول العربية.
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق بمجلس الشورى الدكتور مصطفى الفقي "هذا التقارب التركي الإيراني يعد تحولاً استراتيجياً خطيراً في المنطقة بأسرها، إذ إن التحول التركي المفاجئ تجاه إيران من المؤكد أنه جاء بتعليمات أميركية من أجل محاولة تشكيل جبهة جديدة تضم إيران وتركيا برعاية أميركية، وقد تنضم لهم إسرائيل لاحقاً".
وأضاف "يجب على العرب ومصر أن يدركوا هذا التحول الكبير في العلاقات، إذ إن أميركا تسعى إلى تكوين جبهة جديدة في منطقة الشرق الأوسط، ضد العرب. لذلك ينبغي إدراك الأبعاد الحقيقية لهذا التحول في العلاقات بأسرع وقت".
وقال رئيس حزب المؤتمر وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد العرابي "التقارب بين طهران وأنقرة جاء في ظل رفع الضغوط الأوروبية والأميركية على إيران خلال الفترة الماضية، وهو ما سمح لها بالعودة إلى ممارسة دورها في الشرق الأوسط من جديد، حتى إنها أصبحت قوة يمكن التقرب إليها، وهو ما لفت انتباه تركيا، وتعد زيارة إردوغان الأخيرة لطهران بمثابة بداية لعلاقات وطيدة بين البلدين، خاصة أن تركيا تسعى إلى زيادة نفوذها في سورية وتخفيف الوجود الإيراني فيها، إذ بادرت منذ أيام بقصف جماعة داعش على الحدود بين البلدين". وأضاف "التقارب الإيراني التركي لن يؤثر على دعم كلا البلدين لوجود جماعة الإخوان في منطقة الشرق الأوسط، ومن غير الصحيح القول بأن التحول التركي لإيران يمكن أن يكون بداية لتخلى أنقرة عن دعم الإخوان، فالأتراك لديهم دعم كبير لجماعة الإخوان في منطقة الشرق الأوسط كلها، ولن يتخلوا عنه، ولكن الجانب الإيراني أقل حدة في دعمه للإخوان من الجانب التركي".
بدوره يقول أمين لجنة الإعلام بحزب الوفد ياسر حسان "تركيا في ظل حكومة إردوغان تعاني من ضغوط عديدة، وأصبحت تشكك في إمكانية سقوط نظام الأسد، مما دفعها إلى أن تتحرك سعياً وراء بناء علاقات مع طهران تقوم على لغة المصالح، وهذا التقارب يجب النظر إليه بعين الحذر، خاصة أن دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تسعى إلى خلق دور فعال لإيران بالمنطقة، وذلك للتخلي عن مشروعها النووي، وهذا التقارب يمكن النظر إليه باعتباره محاولة أوروبية لمعاقبة مصر بعد تمردها على الهيمنة الأميركية في أعقاب ثورة 30 يونيو، مما يعني أنه يجب على مصر ودول الخليج التعامل بجدية مع ما يحدث من تحولات في المنطقة".