لم تعد الحروب تدار على الأرض. النتائج فقط هي التي تراها على الأرض. العمل كله صار ينفذ تقنيا على مواقع الإنترنت والشبكات الاجتماعية، وفيها تتم الدراسات ووضع الخطط والتجييش والمواجهات ولا ينقص إلا أن يسيل الدم.
تقريبا كل مواقع التواصل الاجتماعي تحتضن معارك وحروب يومية، ففي المكسيك مثلا، هناك شبكة "آل جور فيفو"، التي أصبحت ساحة للحرب على المخدرات، وتأتي ردة الفعل من تجار المخدرات بشكل مستمر، بتصفية كل من ينشر عن تجارتهم في هذا الموقع، وفي مصر كان "الفيسبوك" ساحة معركة كبرى أطاحت بالنظام بأكمله.
لكن "تويتر" اليوم يتصدر المشهد الأكثر عنفا بين كل ساحات القتال هذه، فهو الموقع الأسهل استخداما والأسرع تفاعلا والأكثر شعبية وبالتالي يسهل استهداف فئة معينة أو تجمع بشري معين، وها هي الانتخابات المصرية الحالية تعيش على وقع حرب "الهاشتاقات".
ومن خلال تجربتنا السعودية مع تويتر يمكن القول، إن البداية كانت معارك شخصية بين أفراد، ثم تحولت إلى اقتتال أطياف سياسية وتيارات فكر، واليوم توسعت دائرة المعركة لتصبح بيننا كدولة وبين جهات أجنبية ودول أخرى.
وقد أعلن المتحدث باسم الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، عن اكتشاف 500 ألف حساب على تويتر تدار من خارج البلاد، وهذا يعني، إذا سلمنا بصحة الرقم، أن ساحة القتال تتسع يوما عن آخر وعلى كل من يستخدم هذه الشبكات أن يعي تماما أنه في قلب المعركة، فإما أن يتسلح بالمعرفة والوعي ليقاتل أو يخلي المكان فورا.