ليس من حق أي شخص أن يصنف نفسه من العلماء، ويتحدث باسمهم، وهو ليس منهم. العلماء المعتبرون هم الذين أجمع المجتمع على علمهم وفضلهم، وهم محل تقدير من الدولة، وعون لها في تحقيق كل ما يخدم الدين، واللحمة الوطنية في بلاد الحرمين.

في تسجيل مرئي تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي، استوقفتني مفردة "العلماء"، التي وصف بها أحدهم نفسه ومن معه من الأشخاص، الذين يفترشون الرصيف بزعم الاحتساب.

يقول هذا الشخص متحدثا عن نفسه ومرافقيه الذين كان جلهم من صغار السن، لماذا لا يسمح لنا نحن العلماء بمقابلة المسؤولين لإنكار تغريب المرأة؟!

ربما يخيل لهؤلاء البشر أنهم من العلماء، أو أنهم للأسف يريدون أن يوهموا المجتمع بأنهم هم العلماء. العلماء هم الذين لا يلبسون الحق بالباطل، وقد وصفهم العلامة الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ بقوله: "لا بد من معرفة من هم العلماء حقا، هم الربانيون الذين يربون الناس على شريعة ربهم؛ حتى يتميز هؤلاء الربانيون عمن تشبه بهم وليس منهم، يتشبه بهم في المظهر والمنظر والمقال والفعال، لكنه ليس منهم في النصيحة للخلق، وإرادة الحق، فخيار ما عنده أن يُلبِس الحق بالباطل، ويصوغه بعبارات مزخرفة، يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده".

موقف العلماء كان ومازال واضحا من شيوخ الرصيف ودعاة الفتنة، الذين يفترشون الأرصفة، ويصورون أنفسهم ويسارعون بنشرها على مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي، في محاولة يائسة إلى تشويه سمعة مؤسسات الدولة، فالشيخ العلامة صالح اللحيدان، أنكر عليهم وشبههم بأصحاب الفتنة، الذين اجتمعوا عند باب عثمان بن عفان، كما قال الشيخ صالح الفوزان، إن التجمع والتجمهر يفسدان القصد، وإن طالب العلم هو أولى الناس بالالتزام بالضوابط.

ليس بعد هذا القول قول، سوى أن هناك من أصحاب الفتنة من يسعى جاهدا لزعزعة العلاقة بين مؤسسات الدولة والمواطنين، ولكن هيهات.