اتخذت وزارة الصحة من "تدوير أسرة" مستشفياتها، سلاحا لمعالجة النقص الحاصل في أعداد الشاغر منها، إذ كشف المشرف العام على برنامج الأسرة بالوزارة الدكتور ياسر بن سعيد الغامدي، أنهم استطاعوا كبح معضلة عدم توفر أسرة داخل المنشآت الصحية عن طريق "التدوير السريري للمريض"، مؤكدا أن "الصحة" تسعى جاهدة لتوفير الأسرة للمرضى في الحالات الروتينية والطارئة من خلال عدد من البرامج والمشاريع، أبرزها برنامج إدارة الأسرة، وجراحات اليوم الواحد.

وأضاف الغامدي في تصريح لـ"الوطن" أمس، أن الوزارة تعمل أيضاً على تنفيذ مشاريع أخرى لتوفير الأسرة، من أهمها استحداث مستشفيات جديدة، واستئجار الأسرة من القطاع الخاص للحالات الطارئة والمزمنة ومراكز متخصصة وبرنامج للرعاية المنزلية وآخر للإحالة بين المستشفيات، لافتاً إلى أن برنامج الأسرة يهدف إلى توفر السرير للمريض من خلال عدد من الآليات، التي تشمل وضع نظام لسرعة ودقة الحصول على المعلومة السريرية في الوقت المناسب وعلى مدار الساعة من خلال برنامج إلكتروني يرتبط بجميع المستشفيات المشمولة بالبرنامج، يوضح الأسرة الشاغرة، ومدة بقاء المريض، ومعدل دوران السرير، وعدد العمليات الجراحية بكافة أنواعها. وبين أن هذا البرنامج يستفاد منه أيضا في تغطية نظام الإحالة بين المستشفيات ودراسة وتحليل البيانات الإحصائية والمؤشرات في المستشفيات للاستفادة منها في تقييم الخدمات المقدمة وتقديم المقترحات اللازمة، بالإضافة إلى متابعة دور بعض الأقسام المساندة والتشخيصية والعلاجية للعمل على سرعة دوران السرير وتقليل مدة الإشغال، وكذلك القيام بالزيارات الميدانية للمستشفيات للتأكد من تطبيق اللوائح الخاصة ببرنامج إدارة الأسرة، والمشاركة في إعداد الدورات التدريبية لمنسوبي البرنامج لتدريبهم على آليات العمل بالبرنامج وكيفية تحقيق أهدافه، إضافة إلى استحداث برامج جراحات وإجراءات اليوم الواحد بالمستشفيات التي أدت إلى رفع معدل استخدام الأسرة بالمستشفيات وتقليل التكاليف بما يوازي 46% قياساً بالجراحات العادية.

وعن برنامج جراحات اليوم الواحد، لفت الغامدي إلى أن هذا البرنامج يهدف إلى إعطاء العلاج الطبي الدوائي وخروج المريض في نفس اليوم مما يسهم في توفر السرير وتوفير التكاليف، فيما يجري حالياً العمل على إنشاء أقسام تسهيل خروج المرضى بالمستشفيات لمتابعة الحالات المزمنة بالمستشفيات والعمل على إيجاد حلول لطول فترة بقاء المريض بعد الانتهاء من علاجهم، وذلك بالتنسيق مع الطب المنزلي ودور النقاهة والجهات الأمنية لبعض الحالات. وأوضح أن البرنامج يعمل به 700 ما بين عاملين بالمستشفيات والشؤون الصحية، ويغطي البرنامج حالياً المستشفيات ذات السعة السريرية "100" سرير فأكثر وعددها 104 مستشفيات، فيما يجري العمل لضم المستشفيات ذات السعة السريرية "50" سريرا، وكذلك المدن الطبية. وأكد الغامدي أن البرنامج يخدم كل المرضى المحتاجين للدخول للمستشفيات في كافة مستشفيات وزارة الصحة سعة "100" سرير فأكثر، وأنه استطاع منذ نشأته توفير ما قيمته أكثر من 12% من إجمالي ميزانية وزارة الصحة لتشغيل المستشفيات بما يعادل إضافة 200 سرير سنوياً. وتابع: لو أخذ في الاعتبار تكلفة السرير في السنة في مستشفيات الوزارة، فإن هذا سيعادل 4 مليارات ريال سنوياً، وهذه تمثل قيمة علاج المرضى المستفيدين من الخدمة في كافة محاور البرنامج. وأشار إلى أن الوزارة تمكنت من إجراء 229 ألفا و570 عملية للمرضى في برنامج اليوم الواحد، الذي بدأ تطبيقه في النصف الثاني من عام 1430.