دشن وزير النقل، رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية الدكتور جبارة الصريصري أمس، أول معدة تسير على الخط الحديدي وتقوم بتثبيت القضبان وتسويتها ودك العوارض الأسمنتية على المسار ضمن مشروع قطار الحرمين، وأكد الصريصري على أن المشروع يحظى بمتابعة دائمة على أعلى المستويات، وأن لجاناً فنية وإشرافية تقوم بجولات أسبوعية وشهرية، وأن الوزارة وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين تتابع باهتمام كبير سير أعمال المشروع، وتراقب أداء المقاولين من خلال التقارير الدورية، وأبدى الوزير استعداده لتقديم كافة أساليب الدعم والمساندة للمقاولين، لتذليل العقبات التي تؤثر على سير أعمال المشروع وتؤخر تنفيذه.
وأوضح أثناء جولته الميدانية التي استمرت يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، أن مشروع قطار الحرمين السريع يمثل أول مشروع من نوعه على مستوى المملكة، وسيربط بعد اكتماله مدنا رئيسة مثل مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة مروراً برابغ بخط حديدي مكهرب يبلغ طوله (450) كلم تقريباً، ويمر بتضاريس مختلفة وأحياء سكنية ومناطق زراعية وصناعية وأودية، مؤكدا على أن العمل فيه يمثل تحدياً كبيراً لجميع العاملين، ومع كل ذلك فالمشروع يسير بخطوات مطمئنة والنتائج المتحققة جيدة ولله الحمد.
وبدأ الصريصري جولته التي رافقه فيها رئيس عام المؤسسة المهندس محمد السويكت وأعضاء اللجنة المشرفة على المشروع من محطة المدينة المنورة، موضحاً أن أعمال المرحلة الأولى تسير وفق برنامجها الزمني ونسب الإنجاز المحددة، وأن العمل يجري في تنفيذ عدد من التقاطعات على طريق قباء وطريق علي بن أبي طالب بالمدينة المنورة، إضافة إلى التقاطعات على طريق الحرمين داخل محافظة جدة منها تقاطع طريق الملك عبد الله وتقاطع فلسطين وتقاطعي التحلية والمطار، كما تم الانتهاء من تنفيذ أكثر من 535 عبارة من أصل 850 عبارة لتصريف السيول، إضافة إلى الانتهاء من تنفيذ 55 جسراً من أصل 137 جسراً، ويجري العمل حاليا في تنفيذ 61 جسراً، كما وقف على أجزاء من المنطقة الخامسة والسادسة التي تم تسليمهما مؤخراً لمقاول المرحلة الثانية حيث بلغ طول المسار الذي تم تسليمه أكثر من (270) كلم.
وتفقد الصريصري والوفد المرافق له الأعمال الجاري تنفيذها ضمن المرحلة الثانية، حيث دشن أول معدة تسير على الخط الحديدي وتقوم بتثبيت القضبان وتسويتها ودك العوارض الأسمنتية على المسار، كما وقف على أعمال تركيب أبراج الكهرباء وشاهد الاستعدادات الجارية لمد الكيابل على امتداد مسار الخط الحديدي وتفقد أعمال تركيب القضبان عليها بواسطة المعدات العاملة في الموقع وأطمأن على جاهزية المقاول، ووجه بضرورة تأمين العدد الكافي من هذه المعدات والتجهيزات والمواد الإنشائية الأخرى التي تضمن إنجاز الأعمال بالكفاءة والجودة العالية وفق البرنامج الزمني المحدد.
وكانت الجولة قد بدأت من محطة المدينة المنورة حيث شاهد عرضا مرئيا عن أعمال البناء والتشييد في المحطة، كما تفقد الوزير الأعمال التي يجري تنفيذها في موقع ورشة المدينة المنورة حيث من المقرر وصول أول دفعة من القطارات ليتم تجميعها وتركيبها والبدء في عمليات اختبارها وتشغيلها تجريبياً، والتأكد من كفاءة أنظمة التشغيل والتحكم والمراقبة الآلية التي يتم العمل على تهيئتها تمهيداَ لمرحلة التشغيل.
كما شملت الجولة كذلك تفقد كامل المسار من المدينة المنورة وصولاً إلى محطة رابغ، واستمع الصريصري إلى عدد من التقارير التي قدمها مقاولو واستشاريو المشروع، كما قام في اليوم التالي بجولة بدأت من محطة جدة حيث تفقد الأعمال التي يتم تنفيذها، وشاهد عرضا مرئيا عن سير العمل وما تم إنجازه، وتفقد أيضا محطة مكة المكرمة حيث شاهد وأعضاء اللجنة عرضاً مرئياً عن سير الأعمال في المحطة.
يذكر أن المشروع يتضمن بناء أربع محطات للركاب في كل من المدينة المنورة ومدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز برابغ وفي جدة ومكة المكرمة، إضافة إلى محطة خامسة في مطار الملك عبدالعزيز يتم إنشاؤها من قبل هيئة الطيران المدني ضمن أعمال تطوير المطار، وتحتوي كل محطة بالإضافة إلى المبنى الرئيس وصالات القدوم والمغادرة، على مسجد ومركز للدفاع المدني ومهبط للطائرات المروحية وأرصفة وقوف القطارات وانتظار الركاب ومواقف للسيارات قصيرة وطويلة الأمد وصالات لكبار الشخصيات ومحلات تجارية ومطاعم ومقاهٍ، وتم ربط المحطات بنظام النقل العام من خلال توفير أماكن مناسبة لمواقف الحافلات، كما تم ربطها بممرات مشاة مع محطات القطارات الخفيفة المزمع تنفيذها في هذه المدن.