بعد سنوات عجاف عاد النصر بقوة ذهبية وبطولتين دفعة واحدة، وأداء شيق وحضور جماهيري كبير وزفة إعلامية لم تحدث من قبل، واحتفالات جماهيرية في كل مدينة وقرية زاد في توسع نطاقها وسائل التواصل الحديثة.
ولأن الطموحات باتت ذهبية فقط، ولابد من المحافظة على المكتسبات، فالمهر لابد أن يكون أغلى والعمل يجب أن يكون أكثر مشقة عن السابق.
ولذا حرص رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي، على مواصلة العمل منذ آخر مباراة لفريقه في الموسم المنتهي بعد أن حقق لقب دوري عبداللطيف جميل قبل آخر جولة، وسبق ذلك بكأس ولي العهد بقيادة المدرب الأورجوياني "دانيال كارينيو".
البطولتان والتفاعل الجماهيري والإعلامي من دواعي تحفيز محبي النصر، ولاسيما أعضاء الشرف بمن فيهم المبتعدين أو المناوئين وغيرهم ممن أصبح صيتهم على كل لسان في المجالس وبعض وسائل التواصل الحديثة، ولكن غير مصرح بالإفصاح عنهم إعلاميا، وهناك من صاروا مسؤولين في أماكن حساسة ويتباهون بنصراويتهم ابتهاجا بالبطولتين اللتين تفاعل معهما كثيرون من خارج البلاد، من بينهم قياديون في مناصب رفيعة، ومشاهير في عدة مجالات الإعلام أكثرها حساسية، ووجدوا كل الترحيب والتهليل وصولا للافتخار.
الرئيس فيصل بن تركي، استثمر الإنجازين بمواصلة العمل وكسب أكبر مساحة ممكنة في تعزيز صفوف الفريق وتقوية أركان النجاح، بمن لديهم الرغبة في الانضمام لميادين التعب والتضحيات حبا في النصر.
وسارع في التعاقد أيضا مع مدرب بديل للناجح جدا "كارينيو"، وتعاقد مع الإسباني "راؤول كانيدا" الذي له تجربة جيدة جدا مع الاتحاد من خلال العمل والسمعة وليس الإنجازات، مع أن الحمل ثقيل والقرار صعب في تعويض مدرب ساهم بقوة في عودة النصر للبطولات، بآخر تاريخه مقترن بما قدمه مع عميد الأندية السعودية دون أن يكمل مسيرته.
قرار صعب، لم يحظ بالإجماع، بل قوبل بانتقادات من بعض المختصين وآخرين من مختلف المشارب، ولذا سيكون وضعه تحت مجهر المراقبة الدقيقة، وقد يصاب بالخلل من بداية المشوار، وربما يقدم نفسه بصورة مثالية مع فريق بطل تم تقوية خطوطه بلاعبين مهمين، وبقي اللاعبون الأجانب الذين هم من صلب قراراته واختياره، وبالتالي سيكون تحت مقصلة النقد إذا لم تكن خياراته صائبة.
وبما أن "كانيدا" يعرف النصر جيدا وله تجربة تعزز قيمة توجهه واختياراته، فإن قياديي النادي سيكونون في حيرة أمام بعض الخيارات، وخصوصا أن الجمهور النصراوي يطمح لما هو أفضل وأقوى وأكثر دقة في تصويب الأخطاء السابقة، وعدم التعاقد مع لاعبين ليسوا في مستوى النجوم المحليين وقد يُركنون في الاحتياط.
المشكلة التي يتم تداولها هذه الأيام، أن المصروفات باتت عالية جدا في نادي النصر، ولاسيما حجم التعاقدات، وبالتالي قد يكون معرضا لأزمة مالية في أي وقت أو منعطف حساس ومهم، حيث تتواتر أخبار عن تأخر مستحقات لاعبين، ولا سيما بعض مقدمات العقود، وبالتالي لابد من السؤال عن مدى العمل الاحتياطي للنادي في هذا الجانب، وهل سيواصل بعض أعضاء الشرف تقديم الدعم، خصوصا في صفقات ثقيلة وتحديات قادتهم لمساندة الرئيس كي يبقى النصر في سدة الصدارة لجني مزيد من البطولات؟ أم أن مثل هذه الحسابات ستكون بمثابة العقبة في مواصلة العطاء والتضحيات؟
وهنا، لابد أن نشير إلى وعود الأمير فيصل بن تركي، بعدم القلق وأنه متعهد بأي مشكلة، وسبق وأوفى بوعوده.
نأمل للنصر وكل الأندية السعودية عدم الوقوع في حفرة الديون..!