انتقد الروائي المعروف "باولو كويلو" قبل أيام حكومة بلاده وهي تخطو خطواتها الأخيرة قبل افتتاح مونديال البرازيل 2014 بعد أيام متهما إياها "بتجاهل الجو المتوتر في سبيل إنجاح المناسبة"، كويلو كان عضوا رئيسا في فريق الترويج الرسمي الذي كسب تنظيم المناسبة قبل سنوات، كانت انتقادات كويلو متعاطفة في الغالب مع مطالبات عمالية ألقت بظلالها منذ وقت مبكر على حجم الاستعداد البرازيلي ووفائه بالمتطلبات اللازمة، انتصرت مبادئية كويلو على مصلحيته كما تفعل دوما وأبدا مع كل الأخلاقيين، مبدعين وعاديين، في حين أن "البرتو مورافيا" كان أكثر حدة وسخرية وهو يعلق على ارتفاع الأسعار الجنوني خلال استضافة بلاده إيطاليا مونديال 1990، لمعت جملته الساخرة كسكين في العتمة، أن "العالم أصبح يفكر بأقدامه دون رأسه"، في حين تساءلت "نادين غورديمير الروائية الجنوب أفريقية" عما ستفعله بلادها بالملاعب التي شيدتبعد نهاية المناسبة؟، لافتة بلغة لاذعة إلى أنه "ليس بكرة القدم وحدها.. يحيا الإنسان" لكنها رأت في الوقت ذاته أن "بلادها قادمة نحو تغيير مهم في المحصلة"، قبل سنوات كان "جونتر جراس" شنبا ووجها حاضرا وبقوة في مونديال ألمانيا 2006، حرص الألمان بدقتهم المرضية على عدم إغفال البعد الثقافي وحضوره في المناسبة، نظموا محاضرات لكتاب شهيرين من أنحاء العالم، كانت الندوات إلى جانب المباريات كتفا بكتف مطلقين حملة لربط الشعر بالرياضة، ناشرين قصائد في محطات المترو وفق مشروع عرف حينها بـ"هناك حيث تتدحرج كرة القدم"، كما صدرت مجلة "أنشتوس" الأدبية المتخصصة في تحليل البرنامج الثقافي المرافق للمونديال.
أما في حفل افتتاح مونديال فرنسا 1998 انتدبت عاصمة النور أكثر أبنائها جنونا وإبداعا ليقدم مقطوعاته الضوئية في الشوارع لإبهار الكرة الأرضية في ذلك الحفل، نفذ "جان ميشيل جار" المهمة في حين كانت مأمورية "نيلسون مانديلا" الرمز الإنساني العالمي لجنوب أفريقيا أصعب وأعمق بمصالحة بلاده وتاريخها الطويل من الفصل العنصري مع العالم والحياة، كان تنظيم مونديال 2010 أمنية أخيرة لرجل عجوز أنهكته الحروب الأخلاقية طويلا، إن كرة القدم قادرة على إنجاز الكثير، كأس العالم أهم من كل قمم الأمم المتحدة واجتماعات صندوق النقد الدولي، خلال كأس العالم تدخل الكرة الأرضية في اتفاق ضمني على تحييد كل الخلافات وتحول صراعاتها وحروبها إلى منافسات رياضية، فرصة للهرب من تعب اليومي ومشقة المكابدات إلى تفاصيل مشتركة تتجاوز كل الفروقات؛ حيث يتساوى الجميع ويتحدون في الاهتمامات عبر رحلات بصرية مع مهارات بشرية يدفعها الأمل ويحركها الطموح محكومة أخلاقيا وقانونيا وفق عنوان عريض هو "اللعب النظيف"، اللعب النظيف الذي حتما سيؤدي إلى صدامات سلوكية وانضباط شديد، ذلك كله حتى يتحقق لابد من عمل يتم إنجازه ومنشآت يجب تسليمها قبل الموعد حتى لو أضرب العمال مطالبين بزيادة الأجور، دافعين باولو كويلو لرفع صوته بالانتقادات ضد حكومة بلاده وشتيمة "رونالدو" الظاهرة.