يبدو أن وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه سيواجه خلال الفترة القادمة تحديا جديدا ومقلقا يضاف لهمومه وتحدياته العديدة والمتمثل بعودة مرض أنفلونزا الخنازير للظهور في المملكة مجددا، وذلك وفق ما نقلته وسائل الإعلام المحلية خلال الأيام الماضية، حيث أكدت المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية عودة ظهور فيروس أنفلونزا الخنازير بالمملكة بعد تسجيل سبع حالات إصابة خلال الأسبوع الماضي توفيت على إثرها إحدى طالبات الكلية الصحية بالمنطقة الشرقية متأثرة بالمرض.

لسنا متأكدين حتى الآن من أن الوزارة استطاعت أن تتعامل مع تحديها الحالي "فيروس كورونا" الذي تبين أن منبعه هو الإبل بالشكل الذي يكفل الحد من انتشاره ومعالجة المصابين به رغم الجهود الكبيرة التي تقوم بها والتحرك الملحوظ الذي واكب تزايد حالات الإصابة والذي بدأ بالتغيرات المفصلية التي شهدتها الوزارة نتيجة ما اعتبر تساهلا في التعامل مع هذه الأزمة الصحية، حيث واكب تلك التغيرات إجراءات صممت لتخفيف حالة القلق في الأوساط المحلية والدولية من تزايد حالات الإصابة بهذا الفيروس الفتاك، إلا أن الحالات مازالت تسجل بشكل لافت ومازلنا ننتظر أخبارا مطمئنة حول ظهور دواء شاف يزيل هذا الخوف المتزايد ويزرع الأمل فيمن أصيب به.

لا شك في أن الشفافية التي اعتمدها الوزير فقيه من أول يوم تولى فيه مقاليد إدارة الوزارة أمر مهم جدا وإنجاز إداري يحسب له، كما أن إدارته للملف من الناحية التنفيذية تؤشر إلى جدية حقيقية في معالجة الأمر خصوصا أن المملكة قد تواجه إجراءات دولية قد تدخلها في خانة الدول الخطرة على صحة البشر وفق تصنيفات المنظمات الصحية الدولية، وهو أمر سيكون له انعكاس سلبي داخليا على العديد من المستويات.

عندما ظهر فيروس أنفلونزا الخنازير تحول العالم إلى غرفة عمليات كبيرة تضافرت فيها الجهود وتعاونت فيها الدول واستفادت شركات الدواء التي حققت من حالة الهلع العالمي تلك المليارات من خلال طرحها ما قيل إنه الدواء الناجع والشفاء من السقم، واختفى الفيروس دون أي ضجيج ودون أن ننتبه لزواله، واليوم يعود من جديد للواجهة ليزاحم مخاوف الناس وينضم إلى فيروس آخر مخيف، لا يبدو أن له علاجا حتى الآن أو هكذا ما يبدو لنا، فهل يمكن لنا من خلال قراءتنا للتاريخ القريب أن نشعر ببعض الأمل، آمل من الوزارة أن تجاوب.