قلت في المقالة الماضية إن تجربة السفر بالقطار كانت جميلة ومريحة إلا من أمرين سأتناولهما مع جوانب أخرى في مقالة اليوم.

.. في هذه التجربة مقارنة بتجربة وحيدة سابقة كانت بين الدمام والرياض تمكنت من العمل على جهاز الكمبيوتر بكل بساطة وراحة، وكم كانت فرحتي عندما وجدت على هذا القطار مكانا للكهرباء لشحن جهاز الكمبيوتر الخاص بي، ففي ظني أن هذه الخدمة لم تكن متاحة على القطارات الخضراء، وطوال الطريق لم أشعر أنني فقدت شبكة الاتصالات كثيرا باستثناء الـ(واتس أب) الذي يظهر ويختفي، ورغم ذلك تمكنت من متابعة مباراة برشلونة وأتلتيكو مدريد الأخيرة عبر "جروب ريال مدريد"، حيث أتحفني الأعضاء بالنتيجة أولا بأول وتمكنت من متابعة ما أعقبها من سخرية وتهكم على الخصم "برشلونة" خاصة من مدير الجروب مهند الهولي والعضو الفاعل عبدالله جاسم العيد! وبقية المجموعة المدريدية.

الملاحظة غير الجيدة الأولى هي إزعاج الأطفال حيث يتيح لهم القطار ما لا يمكن أن تتيحه لهم الطائرات والسيارات؛ حيث يمرحون في الممرات الواسعة نسبيا دون أن يلزمهم أحد بربط حزام الأمان كما في الطائرات وربما أيضا في السيارات، والغريب أن الكل منزعج من تصرفات الأطفال وإزعاجهم الشديد إلا ذويهم حتى ظننت أنهم – ذويهم - يعانون من ضعف في السمع أو لديهم مشاكل في الـ"حس"!

الملاحظة غير الجيدة الثانية أن زمن الرحلة من الدمام إلى الرياض استغرق أربع ساعات ونصف تقريبا، وقد أثنيت على ما وجدت من تطور في القطار لكل من سألني عن هذه التجربة لكنني لم أتمكن من إخفاء عدم قناعتي بأن مسافة قصيرة بين الدمام والرياض يقطعها القطار في زمن طويل جدا مقارنة بما نعلم ونسمع عن القطارات في أميركا وأوروبا وبعض دول آسيا مثل اليابان تحديدا.

أحد الأصدقاء وهو بالمصادفة يعمل في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية لم يكن ليرغب في أن تفسد ملاحظتي الخاصة بالزمن الذي استغرقته الرحلة بين الدمام والرياض تجربتي التي أثنيت عليها فهمس في إذني قائلا، ما لفت نظرك من تطورات وتغييرات جذرية بدأ مع تولي المهندس محمد السويكت مهام رئاسة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية والرجل يعمل بجد وحماس منقطع النظير، وبالنسبة للزمن الذي يستغرقه القطار بين الدمام والرياض ما أعرفه أنه لن ينتهي بإذن الله تعالى عام 2014 إلا وقد تقلص الزمن من أربعة ساعات ونصف إلى ثلاث ساعات فقط، أما الخبر المفرح الذي قد يهمك ويهم الكثيرين فهو أن معالي المهندس السويكت يفكر جديا في تحقيق حلم ليس صعبا وتأخر تحقيقه طويلا، وهو أن يقلص زمن الرحلة بين الدمام والرياض من أربعة ساعات ونصف تقريبا إلى ساعة ونصف فقط، عبر استخدام قطارات كهربائية، وفي ظني أن الرجل حتى اللحظة لم يعلن عن ذلك رسميا حتى للقيادات في وزارة النقل فأرجوك لا تكتب شيئا عن هذا الموضوع حتى لا تحرجه، فبعض الأفكار تحتاج ترويا وبعض المشاريع تحتاج موافقات وقد يكون الإعلان عنها لا يخدم المصلحة؟!