احتفى معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخامسة والأربعين مساء أول من أمس بالراحلين الشيخ مصطفى المراغي، رمز الإصلاح في الأزهر، والشيخ محمد أبو زهرة، رمز التقريب بين المذاهب الإسلامية، وذلك من خلال مناقشة كتاب "إصلاحي في جامعة الأزهر"، الذي يتناول فكر ومنهج المراغي، للكاتبة فرنسين كوستيه ـ تارديو، ترجمة الدكتور عاصم عبدربه، ومناقشة كتاب "تاريخ المذاهب الإسلامية" للشيخ محمد أبو زهرة.
شارك في مناقشة كتاب إصلاحي في جامعة الأزهر كل من وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، ومفتي مصر السابق علي جمعة، وأدار المناقشة وزير الثقافة صابر عرب، بحضور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.
واستعرض عرب في الندوة أهم الملامح الرئيسية لكتاب "إصلاحي في الأزهر"، الصادر عن المركز القومي للترجمة، حيث أشار إلي المراغي وحياته وفكره وبعض اللمحات التاريخية عن عصره وإسهاماته في المجال الدعوي وفي تطوير الأزهر، وكتاباته التي ما زالت تؤثر في الفكر الإسلامي حتى الآن، مؤكدا أن المراغي كان من الإصلاحيين المجددين بالأزهر الشريف والذي لم يقف أمام جمود النص.
وأكد وزير الأوقاف المصري أن المراغي نادى بإصلاح الأزهر، ودعا طلاب الأزهر إلى دراسة اللغات الأجنبية، وتحولت دعوته إلي واقع عملي بإنشاء درجة خاصة في كليات الشريعة واللغة العربية وأصول الدين والدعوة والدراسات الإسلامية والعربية، ووزارة الأوقاف تشترط في إيفاد الداعي إلى الدول الأوروبية أن يجيد الإمام الخطيب اللغة الأجنبية في البلد التي يُوفد إليها.
وشدد جمعة على ضرورة أن يكون الأزهر على علاقة وثيقة بالمجتمع المصري، ويُسهم في التطوير على المستوى الديني والثقافي والأخلاقي.
فيما أوضح مفتي مصر السابق علي جمعة، أن الكتاب مهم ويتحدث في لمحة تاريخية عن أفكار وأعمال المراغي ومنهجه في الحياه والذي تتلمذ على يد الشيخ محمد عبده، مشيرا إلى ضرورة أن نفرق بين مصطلحين وهما الإصلاح والتجديد، فالإصلاح يرى أن أهل الماضي قد قصروا ووقعوا في سلبيات يجب إصلاحها وأن يكون على سبيل الإزالة من الماضي وإنشاء مناهج جديدة.
من ناحية أخرى، شهد المعرض مناقشة فكرية لكتاب "تاريخ المذاهب الإسلامية" للشيخ محمد أبو زهرة، بحضور كل من الدكتور عبدالله النجار، والدكتور محمد شحات الجندي، عضوي مجمع البحوث الإسلامية.
وتحدث عضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور عبدالله النجار عن الفهم العميق للشيخ أبو زهرة للاختـلاف الـذي هـو سنة كونية، من خلال كتابه الذي استعرض المذاهب الفقهية. وقال إن رحمة الاختلاف تتيح للفرد أن يكون مستطيعا لأداء التكليف وفق المذاهب الفقهية، كما تكلم أبو زهرة كلاما موسعا في ثمانية كتب عن فقه أبي حنيفة والإمام مالك والشافعي وجعفر الصادق وابن تيمية، فضلا عن تغطية كل المذاهب الفقهية الأخرى ممن يعتد بها في التشريع الإسلامي.