مرحلتان من مراحل توسعة المسجد الحرام، وستتضح بشكل دقيق ملامح المطاف بعد مشروعات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة المسجد الحرام الجاري تنفيذها، وخصوصا المرحلة الثانية التي يبدأ فيها تشغيل التوسعة فيها "جزئيا" مطلع رمضان المقبل لرفع الطاقة الاستيعابية للمطاف. وكشف التقرير المرحلي لأعمال اللجنة الإشرافية العليا على مشروعات توسعة المسجد الحرام الذي استعرضه مدير جامعة أم القرى نائب رئيس اللجنة الإشرافية العليا الدكتور بكري عساس بمكتبه بالمدينة الجامعية بالعابدية أمس، أن البرنامج التأهيلي الذي تقدمه اللجنة للكادر الفني شهد تطورات متتالية، إضافة إلى اشتماله على عدد من الدورات الفنية التي قدمت للعاملين بالمشروع، والتي بلغت نحو 160 دورة تم من خلالها تدريب نحو 2600 متدرب عبر أفضل بيوت الخبرة المحلية والعالمية لتأهيل مهندسي اللجنة لأداء الدور الموكل لهم.
300 مهندس
من جانبه، أوضح رئيس اللجنة الفنية للمشروع الدكتور فيصل وفا، أن اللجنة الفنية تؤكد على جودة الخرسانة وتطبيق السلامة بالمشروع، وتقوم بتأهيل كوادر هندسية وطنية وفق أعلى المعايير العالمية، مبينا أنه تم حتى الآن توظيف نحو 300 مهندس سعودي منذ انطلاق أعمال اللجنة عام 1430، مؤكدا على أن اللجنة الفنية تعتبر تجربة فريدة من نوعها كونها تقوم بأعمال التأهيل المهني للكوادر الهندسية بأعلى الأساليب العلمية وتدريبهم ميدانياً للانخراط في أعمال متابعة التنفيذ على المشروعات العملاقة وذلك إيماناً من وزارة التعليم العالي بأهمية دورها في الإبداع المعرفي وخدمة المجتمع.
المرحلة الأولى
وكشف الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس، عن أن المرحلة الأولى للمشروع بدأت من الناحية الشرقية التي تمثل عنق الزجاجة، وهي التي تحاذي المسعى وتشمل النصف الشمالي الشرقي من المسجد الحرام وتنتهي في الناحية الجنوبية مقابل باب وسلالم الصفا الكهربائية وسيتم إنجازه على 3 مراحل مقسمة على 3 سنوات كما ستتضاعف الطاقة الاستيعابية للمطاف إلى نحو 3 أضعاف، لتستوعب 150ألف طائف في الساعة وسيكون المطاف خاليا من العوائق والمخاطر.
وقال "إن المشروع يستهدف رفع مستوى الخدمات عبر استخدام أحدث الأنظمة والتقنيات للارتقاء بالخدمة المقدمة لقاصدي المسجد الحرام ويشمل ذلك أنظمة الصوت والإضاءة والتكييف ومنظومة لطواف ذوي الاحتياجات الخاصة منفصلة تماماً عن منظومة المشاة، وروعي في كافة أجزاء المطاف أعلى معايير الجودة والسلامة لقاصدي المسجد الحرام".
وبخصوص المطاف الموقت أوضح أنه مخصص لذوي الحاجات الخاصة، ويأتي على شكل حلقة دائرية محاذية للرواق القديم ومشرف على الكعبة بعرض 12 مترا وارتفاع 13 مترا، وذلك لفصل الحركة بين عربات ذوي الحاجات الخاصة والطائفين في منطقة الصحن طيلة مدة تنفيذ مشروع المطاف، وأضاف "ويتكون المطاف المؤقت من طابقين أحدهما تم ربطه مع مستوى الدور الأول حيث يتكون من مدخلين رئيس وفرعي بالإضافة إلى مخرج طوارئ يتم استخدامه عند الحاجة، وهذا الطابق هو الذي يستفاد منه حاليا وتبلغ طاقته الاستيعابية 1700 عربة في الساعة، أما الآخر فسوف يتم ربطه مع الدور الأرضي كمرحلة ثانية".
المرحلتان الثانية والثالثة
وأكد السديس على أن معالم مشروع توسعة المطاف ستتضح بشكل دقيق بعد اكتمال مرحلتيه الثانية والثالثة، اللتين ستنفذان هذا العام والذي يليه على التوالي، وذلك من خلال الإبقاء على الرواق العباسي في النواحي الشمالية والجنوبية والغربية بعد أن يتم ترحيل الرواق الشرقي المتمم للرواق العباسي باتجاه الغرب لإفساح المجال لتوسعة مسار الطواف في الأدوار العليا، بالإضافة إلى تنزيل منسوب أرضيته إلى منسوب صحن الطواف لضمان الربط الأفقي الفعال بين صحن الطواف والقبو وانتهاءً بالساحات الخارجية.
وأوضح الرئيس العام أن مشروع خادم الحرمين الشريفين لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف سيحدث نقلة كبرى في الخدمات المقدمة لقاصدي المسجد الحرام، ولا يقتصر ذلك على استيعاب مضاعفة أعداد الطائفين لثلاث مرات إذا ما اكتملت التوسعة في كافة مراحلها؛ بل يتجاوز ذلك إلى جودة وتنوع الخدمات التي سيوفرها هذا المشروع المبارك، فضلاً عن تلبية الفراغات الداخلية ومسارات الطواف لكل المتطلبات الوظيفية والتشغيلية لكافة المستخدمين بما في ذلك كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة من خلال منظومة حركة مستقلة ومتكاملة.