أنعشت مكتبات المدينة المنورة الحركة الاقتصادية لمعرض الكتاب الذي شهد فترة ركود بالغة خلال الأسبوع الأول من افتتاحه على هامش مؤتمر وزراء الثقافة الإسلامية الثامن الذي عقد الأسبوع الماضي بالمدينة المنورة.
ورصدت "الوطن" التي نشرت تقريرا أول من أمس عن تدني مبيعات المعرض، مناديب مكتبات المدينة ينهون صفقات شراء عدد من الكتب الدينية والعلمية بكميات كبيرة بعد العزوف الذي تعرض له المعرض.
وأجمع عدد من دور النشر على أن معرض القاهرة الدولي للكتاب، الجاري حاليا قد سحب البساط من معرض المدينة؛ حيث لا توجد مقارنة في فرص الربح بين المعرضين، رغم مجانية المساحة التي وفرتها وزارة الثقافة والإعلام السعودي لهم. وأكد سلطان مراد "مندوب إحدى مكتبات المدينة" لـ"الوطن" أنه تمكن من عقد صفقة تجارية لشراء مطبوعات إحدى دور النشر المصرية، بعد أن كانت الدور تعد لشحنها بالمطار؛ حيث تم الاتفاق على سعر يعد رخيصا بسبب قيمة تكلفة النقل والشحن.
وفي الوقت الذي غابت فيه دور النشر السورية عن المعرض للعام الثاني على التوالي، أوضح بائع من دور النشر اللبنانية أن الخلافات بين دور النشر السورية والمنظمين غيبها عن معرض المدينة لأكثر من عامين، لافتا إلى أن دور النشر تعقد آمالا في التعويض بمعرض الرياض للكتاب.
من جهة أخرى تواصل منطقة المدينة المنورة فعالياتها الثقافية، حيث يفتتح أميرها فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز مساء اليوم فعاليات الندوة العلمية (شعراء الرسول - صلى الله عليه وسلم - في زمن الرسالة) التي تنظمها دارة الملك عبدالعزيز بمشاركة 20 باحثاً من المملكة العربية السعودية وعدد من الدول العربية.
وسيشهد الحفل الخطابي للندوة في قاعة المؤتمرات بجامعة طيبة، كلمة لدارة الملك عبدالعزيز و للجنة العلمية للندوة وكلمة عن المشاركين، وعرض فيلم توثيقي لموضوع الندوة تحت عنوان (شعراء ومواقف في زمن الرسالة)، وتكريم الدارة لكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لجهود الكلية خلال 61 عاماً في خدمة الأدب "في صدر الإسلام" من خلال إصداراتها.
وقال الأمين العام للدارة الدكتور فهد بن عبدالله السماري: "تأتي الندوة ضمن اهتمام الدارة بتوثيق تاريخ المدينة المنورة وتسجيل مآثرها الفكرية وآثارها، وتتكامل مع عدد من المشروعات العلمية مثل مشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية ومشروع موسوعة الحج والحرمين الشريفين، كما تتآزر مع عدد من الأنشطة العلمية للدارة بالمدينة المنورة بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية،
وأضاف السماري: شعر الصحابة رضوان الله عليهم أسس لمصطلح الأدب الإسلامي ومنهجه الذي يؤكد على الالتزام ونزاهة اللسان والصدق في القول والبعد عن المجون والألفاظ النابية، كما أن هذه الندوة المتخصصة استشعار من الدارة لأهمية التاريخ الأدبي للمدينة المنورة وضرورة وضعه في نسق توثيقي مدعم بالمصادر التاريخية السابقة من المخطوطات والوثائق والصور والإحصاءات.
وتستهل الندوة فعالياتها بعد حفل الافتتاح مباشرة بأمسية شعرية يشارك فيها 5 شعراء من المملكة العربية السعودية هم: عبدالله الزيد، وعبدالله الصيخان، والدكتور صالح الزهراني، وجاسم بن عساكر، ويوسف الرحيلي، وتدور قصائد الأمسية التي يديرها الدكتور عبدالله الوشمي حول شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم ومحاسن الإسلام المباركة، فيما تعد مقاربة نقدية وأدبية لقصائد شعر صدر الإسلام وتعزيزاً للأدب الإسلامي.
وتشمل الندوة سبع جلسات موزعة على ستة محاور خلال يومي الندوة؛ حيث ستكون الجلسة السابعة والأخيرة لتبادل الآراء والنقاش حول فكرة مشروع علمي للدارة حول موسوعة شعر الصحابة رضي الله عنهم.
وسيصاحب الموضوع الرئيس للندوة عدداً من الأنشطة المساندة؛ حيث سيتم إهداء إصدار الدارة الجديد (حُسن الصحابة في شرح أشعار الصحابة) لمؤلفه جابي زاده علي فهمي الموستاري مفتي بلاد الهرسك الذي خطه قبل أكثر من مائة عام، وحررته دارة الملك عبدالعزيز وصورته على هيئته الكتابية وطبعته بمناسبة الندوة، كما يشمل برنامج الندوة زيارة المشاركين لمسجد قباء وزيارة مقبرة شهداء أحد ومسجد القبلتين.