قبل عشر سنوات مضت، وبالتحديد عام 1425، وافق خادم الحرمين الشريفين على منح هيئة الصحفيين السعوديين أرضاً لمقرها، وذلك في موقع حيوي من حي الصحافة شمال العاصمة، بمساحة إجمالية تتجاوز خمسة آلاف متر مربع.
كانت آمال مختلف أجيال الصحفيين السعوديين قبل عقد من الزمان مرتفعة والأفكار متعددة، حينها تبرعت جهات إعلامية وشخصيات اعتبارية بما يتجاوز 17 مليون ريال، وتولّت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض التصميم والإشراف على بناء المقر، الذي أنجز خلال فترة قصيرة، لكن المأمول شيء والواقع شيء آخر!
فالهيئة "السلحفائية" تحوّرت مع مرور الأيام إلى مجرد مكتب وفاكس وسكرتارية، وأضحت مجرد مبنى مهجور لا تدب فيه الحياة إلا مرة أو مرتين في السنة الواحدة، وليتفرغ أعضاء مجلس الإدارة العتيد لعزف لحن بكائية ضعف الميزانية وشح إيراداتها، نظراً لقلة التبرعات ومحدوية اشتراكات الأعضاء، وبالطبع لا يمكن إلقاء اللوم على الأعضاء ممن دفع اشتراك سنة أو سنتين ليجد كل ما يقدم مجرد "بطاقة" لا تسمن ولا تغني من جوع، وندوة سنوية فارغة!
لكن دعونا من حديث البكائيات هذا، ولنفكر باقتراح بسيط قد يساعد "هيئة الصحفيين السعوديين" على النهوض بأدوارها المفترضة، وهو بيع مقر الهيئة الحالي؛ نظراَ لأنه وبتصميمه الحالي وغياب الميزانية التشغيلية غير مستغل بكفاءة، بالإضافة للاستفادة من فرصة ارتفاع سعر المتر المربع في المنطقة، فالموقع يطل على طريق الملك فهد، وبالإمكان بيعه بما لا يقل عن 120 مليون ريال وأكثر، لتجمع الأموال في صندوق وقفي، يدُر ما لا يقل عن 10 ملايين ريال سنوياً، مما يمكّن الهيئة من استئجار موقع مميز آخر، والصرف بسخاء على الدورات التدريبية وورش العمل، والأهم التفرغ لهدفها الأساسي وهو الدفاع عن منسوبي السلطة الرابعة وحماية حقوقهم... مجرد اقتراح فهل من مستجيب؟