تفاجأت "أم أنس" أثناء زيارتها لطبيب العيون عندما أكد لها أنها مصابة بما يعرف طبيا بـ"ضعف البصر الشيخوخي"، وبدأت الهواجس تحيط بها كيف لها أن تصاب بهذا المرض وهي لم تقف على عتبات سن الأربعين بعد. وقالت أم أنس: "شعرت بالحرج الشديد من وصف الطبيب لحالتي بأنني مصابة بضعف النظر الشيخوخي، حيث إنني أعاني من عدم رؤية الأحرف أثناء القراءة إلا في حال أبعدت الكتاب عني لمسافة، أيضا الحال ذاته أوقعني في مواقف محرجة خاصة عند قراءة الأرقام العربية، فلم أستطع البتة التفرقة بين الرقمين (2-3) إلا بعد محاولات عدة تنتهي بأن أستعين بإحدى زميلات العمل أو بأحد من أسرتي".

من جهته، أكدت أخصائية البصر ورئيسة قسم البصر بمستشفى القطيف المركزي الدكتورة خلود حسن المسيري لـ"الوطن"، أن ضعف النظر الشيخوخي عادة ما يصاب به الكبار. وقالت إن أعراض المرض قد تبدأ في سن (38) فما فوق، وتابعت غالبا ما تبدأ أعراض ضعف النظر الشيخوخي مبكرة لدى المصابين بطول النظر، أما المصابون بقصر النظر فتتأخر هذه الأعراض لديهم.

وعن أسباب ضعف النظر الشيخوخي قالت المسيري، إن فقدان عدسة العين الداخلية لمرونتها مع التقدم في العمر هو السبب، مبينة أن الأعراض تكمن في شكوى المريض الدائمة من صعوبة القراءة ، فبعضهم يشعر بوضوح أكثر أثناء القراءة عندما يبعد المطبوعة أو الكتاب لمسافة بعيدة عن عينيه.

وعن طرق الوقاية قالت: لا يمكن الوقاية من ضعف النظر الشيخوخي بشكل نهائي، والسبب في ذلك لعلاقته بتقدم العمر، وتلك العلاقة طردية فكلما تقدم العمر زادت المشكلة. وأضافت: من الممكن مساعدة المريض بوصف نظارة خاصة للقراءة أو نظارة مزدوجة.

وفيما إذا كان هناك بديل عن ارتداء النظارة، قالت: نعم هناك العدسات اللاصقة وأيضا العمليات الجراحية.

وعن نسبة نجاح العمليات الجراحية، أكدت أن العمليات جيدة جدا، لكنها تجرى في المراكز الأهلية والمستشفيات الخاصة وليس كلها وهي مكلفة بالنسبة للمريض، إذ قد تكلف العملية أكثر من 15 ألف ريال.

ونصحت المسيري في نهاية حديثها بضرورة عمل تمارين للعين في هذه الحالات للحد من الإصابة بضعف النظر الشيخوخي مبكرا، مشيرة إلى أن طريقة التمرين عبارة عن النظر لأجسام بعيدة كمنظر طبيعي لثوانٍ، ثم النظر للأجسام القريبة لثوان، وهكذا بحيث يكرر التمرين لعدة مرات في اليوم.

وأوضحت المسيري أن السجود والركوع أثناء الصلاة يعد نوعا من التمارين للعين في حد ذاته، ولكن يشترط التركيز في موضع السجود، قائلة إنه أثناء الوقوف للصلاة يركز على موضع بعيد، وأثناء الركوع والسجود يركز الإنسان على موضع في مسافة أقرب.