في الوقت الذي وصف فيه المبعوث العربي والدولي لسورية الأخضر الإبراهيمي، المحادثات التي شهدها مؤتمر "جنيف2 " أمس وأول من أمس بين وفدي المعارضة والنظام، بخطوات "بناء الثقة" بهدف تهيئة أجواء إيجابية قبل إجراء المزيد من المحادثات السياسية الصعبة اليوم، قالت العضو في وفد النظام السوري إلى المؤتمر بثينة شعبان، إنه لا يوجد جدول أعمال للمفاوضات، وإن مواضيع البحث تتقرر تباعا و"كل يوم بيومه".

وأعلن الإبراهيمي أن النظام السوري أبدى موافقته على السماح للنساء والأطفال بمغادرة وسط حمص المحاصرة، وقال في مؤتمر صحفي أمس "إنه اعتبارا من اليوم، يستطيع النساء والأطفال مغادرة حمص القديمة".

وفيما أبدى المبعوث العربي والدولي "سروره" بكيفية حصول المفاوضات في جنيف حول النزاع السوري، مشيدا بـ"الاحترام المتبادل" الذي يظهره وفدا النظام والمعارضة، قالت روسيا إحدى رعاة المحادثات إن أي اتفاق بشأن تخفيف الأزمة الإنسانية التي أوجدتها الحرب الأهلية السورية سيساعد في تحسين الأجواء التي تجري فيها محادثات جنيف مبينة أن هناك استقطابا في المواقف والوضع لا يزال خطيرا للغاية.

وكانت الجلسة المشتركة التي انعقدت قبل ظهر أمس في قصر الأمم قد خصصت للبحث في موضوع المعتقلين والمخطوفين بسورية منذ بدء النزاع في منتصف مارس 2011، فيما التقى الإبراهيمي بكل طرف منفردا لبدء البحث في الموضوع السياسي.

وطالب وفد المعارضة السورية إلى جنيف-2 خلال الجلسة المشتركة مع النظام بالإفراج عن القيادي في المعارضة المقبولة من النظام المعتقل في دمشق الدكتور عبدالعزيز الخير، لينضم إلى وفد المعارضة المفاوض، بينما أشارعضو وفد المعارضة أحمد رمضان إلى أن وفد النظام لم يرد بعد على طلباتنا بإطلاق سراح آلاف المعتقلين الذي احتجزهم النظام منذ نحو 3 سنوات.

وقال عضو وفد المعارضة إلى مفاوضات جنيف2 المفاوض عبيدة نحاس في تصريحات صحفية، بعد انتهاء الجلسة الصباحية أمس، إن وفد المعارضة أبلغ الإبراهيمي في بداية الجلسة أن "المساعدات لم تدخل إلى حمص حتى الآن"، بحسب ما تم الاتفاق عليه في جلسة التفاوض أول من أمس، وأضاف "أن قافلة من 12 شاحنة ما زالت تنتظر إذن دمشق تحديدا وهناك مماطلة من جانب النظام، مشيرا إلى أن الإبراهيمي عبر عن أمله في أن تدخل المساعدات اليوم أو غدا".

وأشار نحاس إلى أن وفد المعارضة السورية قدم خلال جلسة التفاوض المشتركة أمس قائمة بألفين و300 امراة وطفل في سجون النظام السوري، مطالبا بالإفراج الفوري عنهم وبفصل قضية النساء والأطفال عن المعتقلين الآخرين.

وأوضح نحاس، وهو عضو في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أن لدى المعارضة "حوالي 47 ألف اسم تقريبا أصحابها معتقلون في سجون النظام، لافتا أنه "تم تقديم قائمة بأسماء ألف امرأة وألف و300 طفل، وأملنا أن يتم الإفراج عنهم فورا". وأشار إلى أن الوفد تقدم بطلب الإفراج عن "الدكتورة رانيا محمد العباسي المعتقلة مع أطفالها الستة أصغرهم عمره عامان. وقال: "لا يعقل أن يكون هؤلاء من الإرهابيين"، مبينا أن "النظام تعامل مع هذا الموضوع بعدائية، وحاول التركيز على قضايا مكافحة الإرهاب". وبين أن هناك ضغوطا دولية تجري خارج قاعة المفاوضات لكي يتجاوب النظام مع هذه المسألة الإنسانية، إلا أنه استدرك قائلا: "فهمنا أن وفد النظام ليست لديه الصلاحيات الكافية لاتخاذ القرار، لذلك طلبنا منه أن ينقل الطلب إلى دمشق ويعود إلينا بالجواب".

وبالنسبة للمخطوفين في مناطق خارجة عن سيطرة النظام، أوضح نحاس أن وفد المعارضة قال إنه مستعد للبحث عن مخطوفين، وإذا كانت هناك إمكانية للتفاهم مع الجهات الخاطفة فيمكن أن يتم ذلك".

من جهة ثانية، بين نحاس أن الإبراهيمي "هو من طلب أن يجلس مع كل وفد على حدة لمشاورات تمهيدية للبحث في الموضوع السياسي بما فيه هيئة الحكم الانتقالي وتطبيق بيان جنيف1 الصادر في 30 يونيو 2012".

يذكر أنه عقدت أول من أمس جلستان، اقتصرت الأولى على كلمة للوسيط المكلف من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي، وتطرقت الثانية إلى مسألة فك الحصار عن أحياء في مدينة حمص واقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة وتعاني من نقص فادح في المواد الغذائية والأدوية.