نفى مساعد الرئيس السوداني، نائب رئيس "المؤتمر الوطني" لشؤون الحزب، إبراهيم غندور، اعتزام الرئيس عمر البشير تنحيه من الحكم. وقال إن التكهنات باستقالة البشير غير واردة، ولن يتوقعها عاقل، خاصة أن البلاد مقبلة على إجراء انتخابات في 2015، وانعقاد المؤتمر للحزب في أكتوبر المقبل. وأضاف: "الرئيس لن يهرب بهذه الطريقة"، موضحاً أن التوقعات بإعلان مفاجأة وتشكيل حكومة قومية أنتجها خيال مسرحي خصب، خاصة أن الحكومة الحالية قومية وإن لم يشارك فيها الجميع.
ونفى غندور وجود حوار علني أو سري مع المؤتمر الشعبي المعارض، وأبدى أملاً في الحوار، خاصة أن الحزبين لن يختلفا حول الشريعة، والاقتصاد الحر، والدعوة وحول قضية الحرب في جنوب السودان.
وقال غندور إن الحكومة رفضت صب الزيت على نار حرب الجنوب، وأكد دعمهم لمبادرة دول "إيقاد" لحل الأزمة في الجنوب، والحكومة الشرعية في جوبا. وأبدى غندور أملاً في عدم تدخل المزيد من التدخل الأجنبي في الجنوب. وقال إن المجتمع الدولي لم يلعب الدور المطلوب لنزع فتيل الأزمة.
وكان الرئيس البشير استقبل أمس المستشار القانوني لرئاسة دولة جنوب السودان، تيلار دينق، الذي نقل له رسالة جديدة من نظيره سلفاكير ميارديت، تناولت التطورات الأخيرة في الدولة الوليدة والعلاقات الثنائية. وتعد رسالة سلفاكير هي الثانية منذ تفجر الأوضاع الأمنية بالجنوب منذ منتصف ديسمبر الماضي.
وفي خرق جديد للهدنة المبرمة بين طرفي النزاع في جنوب السودان، اندلعت، أمس، معارك جديدة بين القوات الحكومية والمتمردين الذين يقودهم نائب الرئيس المعزول ريك مشار، بولايتي جونقلي والوحدة النفطية، وذلك بعد يومين من بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الطرفين في أديس أبابا الخميس الماضي.
وقال المتمردون، "إن القوات الحكومية قامت بانتهاك واضح لاتفاق الهدنة وشنت هجوماً على قواتنا بجونقلي والوحدة. وأمام كل هذه الهجمات من الجيش الحكومي ردت قواتنا دفاعاً عن النفس". غير أن الجيش الحكومي جدد نفيه أن تكون قواته بادرت بشن أي هجوم على مواقع المتمردين، وأعاد اتهامات أعلنها أول من أمس عن خرق المتمردين للهدنة.
وفي سياق مختلف، قصف سلاح الجو السوداني، مدينة كاودا معقل متمردي الجيش الشعبي "شمال" في جنوب كردفان، بوابل من الصواريخ بلغ 48 صاروخاً، مزقت قطيعا من الخراف وأثارت الرعب وسط المواطنين الذين احتموا فور سماعهم هدير محركات الطائرات بالكهوف والخنادق.