التفاؤل روح الحياة.. والتلاحم قوة الحياة.. والحب والعطف هما حياة الروح.
أحب التفاؤل، وأبحث عما يدفعني إليه في القصص والأخبار والأحداث اليومية.. وأستمتع حين أرى تفاؤلا ولو كان من "سم الخياط"؛ لعله يزيل كدر الحياة الذي تخلقه "السلبية" وتربيه حتى يكبر ويعيق حياتنا..!
بينما يعيش كثير منا في ميادين "التشاؤم".. وبينما لا يعرف بعضنا طريق "التفاؤل".. كانت طفلة ـ رغم المرض ـ تعيش كل معاني التفاؤل، فكتبت رسالة تطلب من أكبر مسؤول في منطقتها زيارتها، والاطمئنان على صحتها بلا سابق معرفة، وكانت الرسالة صريحة يرتسم الصدق على تعرجات حروفها، التي تصور المعاناة بيديها المرتعشتين من الألم، فكانت الرسالة ـ رغم ضعف كاتبها ـ أقوي من أي أمر في ذهن الحاكم الإداري بالقصيم، الأمير فيصل بن بندر؛ لينهض فورا من مكتبه، مخلفا وراء ظهره كل المواعيد والأعمال، ملبيا دعوة طفلة تصارع المرض بقوة وتفاؤل.
فيصل بن بندر، الأمير الذي كان ومازال حازما مع المسؤولين، حتى يخيل لك وأنت تراه في اجتماعاته معهم، أنه لا يعرف الرحمة ولا العطف.. تجده يهمل كل ما علا مكتبه من أوراق، وما أثقل كاهله من مسؤوليات ومهام، ميمما وجهه صوب المستشفى؛ ليواسي طفلة كان طموحها كبيرا، لذلك كانت تريد من أمير المنطقة أن يزورها بنفسه، فكان لها ما أرادت.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يكسر فيها أمير القصيم البرتوكولات الرسمية، ويخرج عن الإطار السائد للمسؤولين، فعلى الطرف الآخر، خرج عن البرتوكولات مرة في لقاء مع المسؤولين، فهاجم المسؤولين وانتصر للإعلام.. وانتقد الخدمات، وقال: "مع يقيني وعلمي أن الصحافة ووسائل الإعلام ترصدان وتسجلان، إلا أنني أقول وبلا تحرج أو مواربة، إن زمن المكاشفة في الغرف والمكاتب المغلقة قد ولى، وجاء عهد المحاسبة على القصور والإهمال".
(بين قوسين)
بين ضعف رسالة الطفلة التي حركت الأمير بقوة، وقوة رسالة الأمير التي حركت المسؤولين بحزم، تكون مواصفات المسؤول الذي يتمناه المواطن في كل منطقة.