بصراحة شديدة ، كشف عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري وعضو وفد المعارضة في محادثات المؤتمر الدولي للسلام بسورية "جنيف2" الدكتور برهان غليون لـ"الوطن"، عن محاولاتٍ وصفها بأنها تسعى "لتسميم" أجواء المؤتمر، لدفع المعارضة إلى إما تعليق مشاركتها، أو الانسحاب كلياً من المؤتمر.

وقال غليون لـ"الوطن" أول من أمس، إن الوفد الرسمي التابع لبشار الأسد، عمد على ما وصفه بـ"زيادة التوتر"، وأكثر من ذلك، حين قال "هناك سعي لدفعنا للنرفزة، في إطار صراع من يُخرج الثاني قبل الآخر من المؤتمر".

واعتبر عضو وفد المعارضة في المؤتمر أن ذاك الصراع الذي يحاول وفد النظام فرضه على الآخر، ابتكره نظام دمشق من أجل "تحميل المعارضة المسؤولية"، فيما لو زادت الضغوط عليها، هذا إن وصلت الأمور وفق الضغوط إلى انسحاب المعارضة، أو تعليق مشاركتها.

ولم توافق المعارضة "مُجتمعةً"، والائتلاف الوطني السوري تحديداً على حضور مؤتمر جنيف 2 والجلوس على طاولةٍ واحدةٍ مع طرف نظام الأسد بسهولة، حيث علقت اتخاذ قرارها على مدى قرابة الشهر، لاعتراض أطرافٍ في الائتلاف على التفاوض مع النظام، حسب ما جاء في وثيقة إنشاء الائتلاف، والتي نص أحد بنودها صراحةً على "أن لا تفاوض" مع ما يصفونه على الدوام، بـ"نظام السفاح".

وانقسمت المعارضة السورية بُعيد موافقة أغلبيتها على حضور مؤتمر جنيف 2، وعلق حوالي ربع أعضائه عضوياتهم، احتجاجاً على ما اعتبروه حينها "تنازلاً" يُهدد الثورة السورية، بعد أن تخلى الجسم السياسي الأبرز في قوى المعارضة عن أهم شروطه، وقبل التفاوض مع نظام بشار الأسد.

وبالعودة إلى تصريحات الدكتور برهان غليون، فقد قال الرجل "بصراحة نظام بشار الأسد عبارة عن أُناس غير راغبين في الحديث عن حلولٍ سياسية. هناك تلاعب إعلامي كبير لتسميم الأجواء السياسية في جنيف.

هذا كله من أجل تصوير المعارضة بصورة المعقدة، غير القابلة لأي حلول. الأجواء بصراحة غير مشجعة على الإطلاق. لكننا نرى أنفسنا في بداية الطريق، أمامنا مشوار طويل. سنترك النتائج لقادم الأيام".

ومع انطلاق مؤتمر جنيف 2 للسلام في سورية، الذي خطف الأنظار وصرفها عما يحدث ميدانياً، لا تزال قوات نظام الأسد تنتهج سلوك العقاب بـ"البراميل المتفجرة"، حيث وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل قرابة 57 شخصاً أول من أمس، بالبراميل المتفجرة التي ألقاها طيران النظام على حلب، وعدة مناطق أخرى.

وبدأ توثيق جرائم حرب النظام السوري، يتصاعد شيئاً فشيئاً، حيث كشفت لجنة مستقلة أنشأتها الأمم المتحدة، عن قرب رفعها السرية عن قائمة رابعةٍ، لما قالت إنهم "مشتبه بهم في التسبب بجرائم حرب، سواء من أفرادٍ أو جماعات"، فيما كان مراقبون دوليون قد كشفوا عنه الأسبوع الماضي، من صورٍ لتعذيب معتقلين في سجون النظام السوري، بدت عليهم آثار التعذيب والتشويه الجسدي.