عقب وصوله إلى بيروت بعد المشاركة في مؤتمر جنيف 2، بدأ وزير الخارجية اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور في البحث عن تبريرات موقفه في المؤتمر الذي خرج فيه عن الموقف الرسمي للدولة اللبنانية والذي اضطر رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى الرد عليه بالتأكيد أن موقفه هو الذي يمثل لبنان لا الموقف الذي عبر عنه منصور في المؤتمر، والذي دافع خلاله عن حزب الله ومقاومته وسلاحه، وأصر سليمان على الالتزام بحياد لبنان من الأزمة السورية وفقا لإعلان بعبدا وإلى خروج حزب الله من سورية.

وقال منصور أمس "إن الخطاب الذي أدليت به سبق أن أطلعت عليه رئيس الجمهورية قبل ذهابي للمؤتمر، ولكن هناك فقرة أضفتها أثناء انعقاد الاجتماع لأنه لا يمكن لشعب لبنان الذي ضحى ولم يجف بعد دم شهدائه أن يتم نعته بالإرهاب، وهذا الأمر لا يمكن أن نقبل به أبدا ولا بأية صورة. وكنت أود أنه بدلا من أن يتم تسليط الحملة على ما قيل، أن ينتقد من شكر الدول المجاورة التي استضافت اللاجئين ولم يذكر لبنان عن عمد، لأن اللبنانيين كلهم أيا كانت انتماءاتهم السياسية والطائفية قدموا الكثير الكثير للإخوة النازحين السوريين".

وعن انتقاد موقفه في مؤتمر جنيف 2، قال منصور: "هذه الحملة المغرضة هي جزء من الحملات الكثيرة ولا أتوقف عندها طالما هناك اقتناع بما هو لمصلحة لبنان وشعبه، ولن أتراجع عن هذه المواقف أبدا مهما كانت الحملات، في نهاية الأمر نحن بلد ديموقراطي، وهناك وجهات نظر مختلفة، وهناك من هو معها أو ضدها. ونحن سنسير في الطريق التي نراها مناسبة".

من جهته، حذر رئيس تيار المستقبل سعد الحريري اللبنانيين عموما والسنّة خصوصا من الدعوات المشبوهة التي تطلب زج لبنان في حروب مرفوضة ومدانة.

وقال: إن اللبنانيين وأبناء الطائفة السنية منهم يرفضون أن يكونوا جزءا من أي حرب في لبنان أو المنطقة بين حزب الله والقاعدة كما يرفضون أن يصبح المدنيون هدفا لهذه الحرب المجنونة وتداعياتها الخطيرة على الوحدة الوطنية والإسلامية".

وأضاف: أن الدعوات المشبوهة التي تطلقها قوى متطرفة بات مثبتا ارتباطها بالنظام القاتل في دمشق لا تهدف إلا إلى نقل الحريق إلى لبنان خدمة لهذا النظام، وهي بهذا المعنى تلتقي مع حرب حزب الله في سورية دفاعا عن نظام الأسد.

ورأى "أن كل لبناني عاقل ووطني من أي طائفة كان سيرفض الانجرار خلف هذه الدعوات الساقطة بمقدار ما يرفض حرب حزب الله في سورية، وسيتصدى بكل الوسائل السلمية والسياسية المتاحة لكل الجرائم بحق لبنان وسورية والعروبة والإسلام وحقوق الإنسان في بلادنا.