في بريطانيا عندما تقابل شخصاً لم تره منذ زمن أو لا تعرفه معرفة جيدة فإنك تبدأ بالحديث عن الطقس، أما في المملكة فإنك تبدأ الحديث بالكلام عن كرة القدم أو العقار.
في أول أيام العيد خلت أغلب المجالس التي زرتها في جدة من الحديث عن العقار كما كانت في السابق، لأن الكل يقول إن "السوق واقف".
غريب أمر هذا "العقار" فنحن سوق فيه نقص كبير في العرض أمام الطلب الذي ينمو وسيصل إلى مليون وحدة سكنية بين شقة وفيلا ودوبليكس وقطعة أرض خلال خمس سنوات، ولكن يبدو أن الطلب الذي يتحدث عنه الجميع هو طلب غير فعال وغير حقيقي. ليس هناك الكثير من الشباب تحت الأربعين بإمكانهم الحصول على 500 ألف ريال لشراء أرض في مدينة جدة، وحتى وإن حصلوا على المبلغ لشراء الأرض فإن بناء المنزل وتأثيثه حلم آخر.
ولكن ما الذي يجعل السوق العقاري "تقف" كما يقول الناس؟ إقراض البنوك للعقار ليس مشجعاً لأن الأسعار في جدة أعلى من أي قرض يمكن لأي شخص الحصول عليه من أي بنك.
والسيولة لم تعد عند المشترين ولكن عند المضاربين الذين رفعوا الأسعار إلى مستويات عالية. لا توجد سيولة في سوق الأسهم ولا توجد سيولة الآن في سوق العقار.. إذا أين تذهب كل هذه السيولة التي تقدر بمئات المليارات من الريالات؟