عبر المغردون السعوديون في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن إعجابهم بـ"النوم" كأكثر الأشياء الجاذبة التي تبدأ بحرف "النون"، حيث تغزل الكثيرون بالنوم عبر هاشتاق حمل عنوان #"شيء _حلو _بحرف _النون"، في المقابل قرأت تقريرا - قبل أيام - نشرته BBC ذكرت فيه أن كثيرا من الباحثين من جامعات أكسفورد، وكيمبريدج، وهارفارد، حذروا من أن تقليص ساعات النوم قد يؤدي إلى حدوث مشكلات صحية خطيرة، وقال الباحثون إنه حين النوم تنام كامل أعضائنا ما عدا الدماغ الذي يستغل الفرصة لتنظيم المعلومات وترتيب المعطيات التي نتلقاها أثناء اليقظة، وأكدوا أنه يجب على الجميع أن يأخذوا هذه القضية على محمل الجد.

وأثبت "بوب ستيجولد" الأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد هذا الأمر بطريقة إحصائية بسيطة. فمن خلال المقارنة بين مجموعتين من الطلاب الأولى مستيقظة منذ فترة طويلة، والأخرى نالت كفايتها من النوم، ثبت تفوق المجموعة الثانية في حل المسائل المعقدة. وفي كل مرة يكرر فيها اختبارات الذكاء وحل المشكلات تتخلف المجموعة الأولى (المستيقظة) كونها تفعل ذلك بعد يوم عمل مجهد وفترة استيقاظ طويلة!.

وحينما نراجع سير العباقرة نكتشف أن معظمهم مر بهذه التجربة واستثمرها في عملية الإبداع، فالعالم "اينشتاين" صاحب النظرية النسبية عُرف بأنه كثير النوم، والعالم "نيوتن" اكتشف قانون الجاذبية - أثناء نومه تحت شجرة التفاح – وكذلك الحال مع "أرخميدس" صاحب قانون الطفو و"ديمتري مندليف "مكتشف الجدول الدوري للعناصر الكيميائية، كل هذه الاكتشافات كانت خلال النوم أو بعد الاستيقاظ مباشرة.

فرنسا تفاعلت مع هذه القضية واعتبرتها مشكلة قومية لأن الشعب الفرنسي لا ينام؛ ولذلك خصصت 35 مليون درهم لدراسة هذه الحالة، وإيجاد الحلول لها، لذا أطلق وزير الصحة دعوة للموظفين العموميين والخصوصيين بأن يأخذوا 15 دقيقة، كغفوة سريعة، تعتبر بمثابة قيلولة خلال أوقات العمل الرسمي، ولن يلام أحد على ذلك، لأنها مفيدة للصحة العامة، وتجدد النشاط، وتزيد من ساعات الإنتاج، مثل هذا القول كان ينادي به آخر الرؤساء التاريخيين ميتران، أنه لا بد من عشر دقائق ساعة الظهر.

في كوريا الجنوبية ينام حوالي ثلث الطلاب في الفصول، و النوم ذاته ناجم عن الإرهاق الشديد من التعلم فهم يتعلمون يوميا لمدة تصل إلى 12 ساعة، حيث إن الطلاب منذ أن يستيقظوا وحتى وقت النوم وهم يتعلمون، يتناولون طعام الإفطار والغداء في المدارس، ويحاولون جاهدين استثمار كل دقيقة في التعلم أثناء وجودهم في المدارس، وبعد خروجهم من المدارس ينخرطون في المعاهد الخاصة التي تتيح للطلاب التعلم في مواضيع مختلفة وتنمية مهارات نوعية في مختلف المجالات، في الصين تقوم المدارس وأماكن العمل بإرغام القادمين إليها بالنوم في مناسبة اليوم العالمي للنوم، إذ إن الاستطلاعات تشير بأن 60% من مواطني الصين يعانون من اضطرابات في النوم غالبيتهم ممن يمارسون مهنا تتطلب عملا ذهنياً.

عودة مرة أخرى إلى هاشتاق السعوديين وعشقهم للنوم وإليكم بعض التغريدات: 1- "ننام، ناكل، نسلك، نتسوق، نداوم... أمزح الأخيرة لاااا"، 2- "عليك بالنوم لو كنت مفلس"، 3- "نرقد - نأكل - نلعب - نروح - نجي - نمزح وما نداوم، الأخيرة حط عليها خطين"، 4- "ناكل، وننام، ونفلوس.. الأخيرة ما ضبطت!".

أخيرا أقول: هل عشق السعوديين للنوم أمر صحي؟ أترك الحكم والتعليق للقارئ الكريم!