لست متابعا جيدا لكرة القدم أو برامجها الحوارية، وإن حدث وتابعت فبمنظار ثقافي متلمسا للدور الذي قد تلعبه كرة القدم في التثقيف من خلال الانتخابات أو التصاريح أو التحقيقات وكل أشكال الممارسات الديموقراطية وإن تواضعت أشكالها. وفي لقاء تلفزيوني بالمدرب الجزائري لفريق التعاون شد انتباهي قوله للمذيع: "لست جزائريا بل أنا مدرب إيطالي!" فرد عليه المذيع بتعجب: "لم تنتسب لإيطاليا وتترك جزائريتك؟!" فأجاب لقد دعموني وعلموني التدريب ومن باب الشكر أعترف لهم بالفضل "من لا يشكر الناس لا يشكر الله". الله! الله! كم هو جميل الوفاء والاعتراف بالفضل! حتى على حساب جنسيتك. وأحسب أنه بهذا يخدم جزائريته بصدقه ووفائه وأجزم أنه كان سيسيئ لها عندما يكذب "هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم". إن تسرب وأقصد فعلا تسرب لاستبعادي كثيرا أن يكون أي خطاب (ديني أو تعليمي أو ثقافي) مؤسسا لذلك، وإنما تسرب في غفلة عنها. منطق هذا المدرب المنصف لبقية الأفراد وانتشر مبدأ الإنصاف والعرفان والشكر وعدم ظلم الناس بسرقة جهودهم ونسب الفضل لأهله سأثق بدينهم! إن سمعت عبارات الشكر لمن قدم عملا مميزا في مجاله سأثق بدينهم! إن رأيت الامتنان في أعين الناس للمخلص الجاد المعطاء سأثق بدينهم! إن سمعت كلمة شكرا جزيلا كثيرا أو أعتذر أو آسف جدا كثيرا سأثق بدينهم! إن رأيت لصوص الجهود وسراق المبادرات فشكّي يبلغ مداه في دينهم! إن لمست سلوكيات الحسد رغم الصلوات الخمس فشكّي يبلغ مداه في أخلاقهم! إن سمعت أننا صانعو حضارة الغرب والسبب فيها سأشك في دينهم!.
لا تخشوا على عقائد الناس من الغزو الخارجي فهم منشغلون عنه بمعيشتهم.. بل انتبهوا جيدا لهم منكم أنتم عبر الغزو الداخلي والكذب عليهم وأخذ حقوقهم أو السكوت عنها!
من الأشد غزوا يا ترى: الغزو الفكري في مجتمع لا يقرأ؟ أم الغزو السلوكي عبر الظلم والكذب والاضطهاد لفرد يريد بشرف لقمة العيش والسعادة والحياة الكريمة له ولأسرته؟
اختبر إيمانك عبر أسئلة الصدق والعدل والنزاهة، وحسن الخلق فإن وجدت، وإلا فتحسس إيمانك!