أكدت الفنانة التشكيلية مريم بوخمسين، أن إحساسها بعدم الرضا عن الواقع المعاش، الذي يعدّ المرأة كائنا خلق ليكمل حياة الرجل، دفعها لفكرة معرضها الشخصي الأول "صحبة العقد"، الذي افتتح أول من أمس في قاعة التراث العربي بالخبر.

35 عملا فنيا، كانت خلاصة تجربتها الفنية، مسلطة الضوء على قضايا المرأة المعاصرة بمنظور خاص، يمثل النساء في حالات مختلفة، تتباين بين التمرد والخضوع، فيما يطغى على الأعمال الطابع التعبيري.

تعتمد بوخمسين في أعمال معرضها المستمر عشرة أيام، الأسلوب التعبيري، يعجبها أن تختصر الأنثى وتزيل الكثير من تفاصيلها الخارجية ليطغى على لوحاتها البعد الوجداني، الذي يبرز انفعالاتها وسموها الروحي، هنا توضح بوخمسين "أن المرأة هي الكائن الأكثر علاقة بالجسد في هذا العالم؛ فوعيُها بهويتها وحضورها وأدوارها الاجتماعية ارتبط بما هي عليه من جسد. الأنوثة بتعريفها جَسَداً. تشير إلى ذلك سيمون دي بوفوار قائلة: "إن المرأة كالرجل، كلاهما له جسد لكن المفارقة الغريبة هي أن الجسد الأنثوي غالبا ما يتم تمثله في استقلال عن المرأة كإنسان". فيصبح الجسد الأنثوي بذلك على حد تعبيرها "شيئا آخر غير المرأة"، وتضيف بوخمسين، أن المرأة ليست جوهرة لتنام في صندوق، ولا شوكولا تُغلّفُ بالقراطيس، ولا وردة في مزهرية. هذه النزعة الاستهلاكية التشييئية في وصف المرأة والنظر إليها أحالت الأنوثة إلى أشياء، بلا كينونة أو فرادة، تستمد كل سماتها من سُطُوحها الخارجية. ما تحتاج إليه هو أن تشعر بإنسانيتها، أن تُمنح الثقة لتمارس حياتها كجزء من الطبيعة لا أن تُقمع. تسطيحُ دور المرأة وتحجيم مكانتها الروحية والعقلية يزرع ثقوبا سوداء في النسيج الاجتماعي، وخللا حادا في التوازن الإنساني الحضاري المطلوب لبناء المجتمعات.

الفنانة التشكيلية حميدة السنان، علقت على المعرض بقولها: اليوم نشاهد تجربة على مستوى الخطاب التشكيلي ذات طابـع أنثوي جذاب، متأثر بحراك العصر الحالي عبر نوعية تقديمه لقالب الأنثى المشتهاة، رمز الخصوبة والأرض والزينة والبهجة والحنان والعطاء؛ وربما قدمت بوخمسين في تجربتها الحالية المرأة البعيدة عن روح التراث والمثقلة بترفها.