ظاهرة جديدة فرضت نفسها على الساحة الإعلامية في مصر أخيراً، وهي انتشار الفضائيات الإخبارية بشكل ملحوظ، لاسيما بعد "ثورة 30 يونيو" وما صاحبها من زخم سياسي كبير، حيث لجأت كل فضائية إلى تدشين قناة إخبارية تابعة لها، حيث أطلقت مجموعة "سي بي سي" قناة إخبارية باسم "سي بي سي إكسترا"، وكذلك فضائيات "أون تي في"، و"إم بي سي مصر"، و" المحور"، كما تستعد "الحياة" لإطلاق قناة إخبارية باسم "الحياة الآن"، كما تستعد "النهار" لنفس الخطوة.

ويرى خبراء وإعلاميون ونقاد تحدثوا إلى "الوطن"، أن هذه الظاهرة أمر طبيعي في ظل حالة الزخم السياسي الذي تعيشه البلاد على مدار السنوات الثلاثة الماضية، زادت حدتها في فترة ما بعد ثورة 30 يونيو، واعتبروا أنها محاولة لمواجهة قناة "الجزيرة"، وما تروجه من أكاذيب وشائعات.

وأكد أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة الدكتور عبد الحميد مختار، أن" اتجاه الفضائيات المصرية مؤخراً إلى إطلاق قنوات إخبارية تابعة لها أمر جيد للغاية، خاصة في الظروف الحالية التي تمر بها البلاد، حيث ستغطي الشأن الداخلي أولا، ثم تتولى الرد على آلات الإعلام الخارجية، التي يروج بعضها أكاذيب، وشائعات، وتقارير مفبركة"، مؤكدا أن الفضائيات الإخبارية الجديدة سيكون لها دور في توضيح الصورة كاملة لدى المشاهد المصري والعربي.

من جهتها قالت الخبيرة الإعلامية الدكتورة عزة هيكل، إن الفضائيات المصرية قامت بتطوير عملها بشكل كبير خلال الفترة القليلة الماضية، واتجهت إلى إطلاق فضائيات إخبارية على غرار القنوات الأوروبية المتخصصة بمناقشة الشأن السياسي، سواء على الصعيد المحلي أو العالمي.

وترى أنها خطوة جيدة، لتوضيح الأمور، ومناقشة الحدث السياسي من أكثر من زاوية، ليكون المتلقي على وعي تام بما يدور حوله، وأيضا لمواجهة أكاذيب قناة "الجزيرة"، التي تسلط آلتها الإعلامية على مصر ليل نهار دون مصداقية، أو مهنية متخطية كل الأعراف.

من زاوية أخرى أكد مصدر مسؤول بقناة "أون تي في" الفضائية، لـ"الوطن"، أن إطلاق فضائيات إخبارية شيء محمود، مشيراً إلى أن قناته اعتمدت على تطوير وتحديث الأستوديوهات بتقنيات حديثة ومتطورة، والاستعانة ببيانات وإحصاءات، وشرح تفصيلي للحدث من عدة زوايا، من خلال شبكات مراسلين منتشرة في جميع المحافظات.

يذكر أن عددا من الفضائيات ذات الطابع الإخباري، تبوأت موقع الصدارة في استطلاعات أجرتها مواقع إلكترونية حول تغطية الاستفتاء على الدستور، وأعلن الموقع الإلكتروني لمجلة "دير جيست" الناطقة باللغة الإنجليزية، عن حصول قناة "أون تي في" على جائزة أفضل قناة إخبارية، كما حصلت قناة "سي بي سي إكسترا" على جائزة أفضل قناة في تغطية الاستفتاء.