وصلتني رسائل ـ ولا بد أنها وصلتكم أيضا ـ تحذر من المكالمات الهاتفية والرسائل النصية، "مؤكدين أنها تصيب متلقيها بالسحر والمس الشيطاني وهو في بيته"، وكان آخرها عن خطورة وضع صور الأطفال على "البنر" في "الواتس أب"! زاعمين أن هناك عصابات متخصصة في سحر الأطفال وابتزاز الأهالي!.

أنا شخصيا.. أصدقهم دون أن أسأل عن المعامل التي أجروا فيها الأبحاث التي أدت إلى ثبوته لديهم ليؤكدوه لنا!، فكيف لعاقل أن يرفض مقولتهم عن سحر المكالمات والرسائل!

فأيم الله إن كل مكالمة وكل رسالة تصيبني بالسحر!، أن ينتقل صوتي ـ وإن أردت ـ صورتي مسافة عشرات آلاف الكيلومترات، في نفس اللحظة التي أتكلم فيها، وأدخل في حوار مع الطرف الآخر وكأنه إلى جواري، هذا هو السحر بعينه!.

التلفزيون سحر، الراديو شعوذة، السينما يا لها من تعويذة! الهاتف الجوال، وحتى الثابت، كل هذا "سحر".

أما الإنترنت.. فأعيذكم بالله من سحره، عشرات من السحرة في الغرب دخلوا إلى خلوات "يسمونها عندهم معامل ومختبرات، لذر الرماد في العيون!"، وقاموا بالنفث والعقد "يسمونها أبحاث..!"، وتلقى آخرهم عن أولهم، وأكمل الفريق التالي عمل الفريق الأول.. جامعات دفعت المليارات من ميزانياتها خلال عقود، وسحرة "يسمونهم علماء" سهروا الليالي، جربوا وفشلوا. ثم فشلوا، ثم نجحوا أخيرا، فرق للسحر في شركات "يسمونها فرق أبحاث"، منح دراسية للمتميزين في "الأعمال"!، كلهم تكالبوا ليخرجوا لنا بهذه الشعوذة!، فإذا قال لك أحدهم: إنه تلقى مكالمة فأصابته بالسحر، فصدقه.