تابعت باهتمام ملتقى "إعلام يصنع الحدث" الذي نظمته وزارة التربية والتعليم نهاية الأسبوع الماضي بمحافظة جدة، والذي حمل مؤشرات مهمة لتوجهات الوزارة خلال المرحلة القادمة نحو الإعلام.
أبرز هذه التوجهات ما ورد في كلمة الأمير خالد الفيصل من إشارة إلى عزم الوزارة على تنظيم عمل المتعاونين مع وسائل الإعلام من منسوبيها بما يكفل لهم استقرارهم ويحفظ حقوقهم، وهي بادرة جميلة أن تلتفت وزارة التربية لهؤلاء المتعاونين من منسوبيها، وخاصة أن الإعلام بمختلف فئاته يقوم على المتعاونين الذين ينتمي عدد كبير منهم إلى وزارة التربية والتعليم.
أعود إلى الملتقى الذي شهد حدثا مهما، وهو إطلاق "وات" وهي أول صحيفة إلكترونية تتبع لجهة رسمية في خطوة غير مسبوقة.
الحقيقة أنني كنت على علم مسبق بفكرة إطلاق صحيفة إلكترونية تحت مظلة وزارة التربية والتعليم وهي في مهدها، وكنت متفائلا بنجاح الفكرة لعدة أسباب، منها أنها فكرة غير مسبوقة، وجميع الصحف الإلكترونية الحالية تعود ملكيتها لأفراد، وكثير منها يفتقد إلى المهنية، بل إن بعضا منها أصبح مصدرا للشائعات، وبالتالي هناك حاجة ماسة لصحف إلكترونية رسمية مهنية لكل وزارة لتكون المصدر الأول للمعلومة الصحيحة بعد أن فشلت مواقع كثيرة من الجهات الحكومية في مواكبة الحدث.
واليوم وقد دشن وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل الصحيفة الوليدة التي اختير لها اسم جميل أقرب ما يكون لأسماء وكالات الأنباء؛ زاد تفاؤلي بنجاحها، وخاصة أن رئاسة تحريرها أسندت إلى الزميل الخلوق فهد الحارثي، وهو شاب يجمع بين التخصص الأكاديمي في الإعلام الجديد والخبرة الطويلة في الصحافة الإلكترونية، وقد أسس عددا من الصحف الالكترونية التي فرضت وجودها في الساحة.
حتما ستكون "وات" منبرا مختلفا للتربية؛ وستذكرون ما أقول لكم، ولكن ماذا عن الوزارات الأخرى؟ ألم يحن الوقت لكي يكون لديها منابر مماثلة يجد فيها المتلقي المعلومة التي يبحث عنها والخبر بدلا من البحث في المنابر الأخرى؟!