في الوقت الذي تسعى فيه عدد من الجمعيات الخيرية إلى تأصيل العمل التطوعي لدى أفراد المجتمع عبر مبادرات وفعاليات مختلفة، لا زالت بعض الفرق الخيرية تعيش حالة من الفوضى، مما يحد من استمراريتها، وديمومة عملها، وهو ما يفسر إنشاء مجموعات لتختفي بنفس السرعة التي ظهرت بها.

رئيسة قسم التوعية الصحية والبيئية بجمعية "ود" للتكافل الاجتماعي والتنمية الأسرية ابتسام الشيخ أكدت لـ"الوطن"، أن "أغلب الفرق التطوعية تفككت إلى مجموعات أخرى أقل عددا، ويرجع هذا الانهيار إلى تنافس أغلبها على المناصب، فينتهي بها ذلك إلى جماعات صغيرة، يكون كل منها فريقا تطوعيا آخر، وهكذا..".

وأضافت "للأسف تفتقر كثير من الفرق التطوعية للتنظيم مما يعزز أهمية أن تكون هناك مظلة واحدة تجمعهم، وتوفر لهم حرية العمل"، مشيرة إلى أن أغلب الفرق تفككت ولا يوجد فريق بعينه استمر كما بدأ.

ولفتت الشيخ إلى أن المبادرات العشوائية تخرج من هذه المجموعات دون تخطيط، وهو ما يؤكد افتقارهم إلى أبجديات العمل التطوعي، تقول "هناك فرق تبدأ قبل الفعالية بفترة قصيرة دون توزيع مهام أو تحديد لجان فتشوب العمل الفوضوية وعدم التنسيق".

وأكدت رئيسة قسم التوعية الصحية والبيئية بجمعية "ود" حاجة هذه الفرق إلى دورات تأهيلية وتدريبية للإلمام بكافة جوانب العمل.

وترى رئيسة جمعية "ود" نعيمة الزامل أن "المجتمع يحتاج للتعرف أكثر على فكرة التطوع ونشر ثقافته لدى أفراده بشكل أوسع وأكثر تفاعلا، مع رفع مستوى الوعي بأهميته، خاصة في ظل توفر مقومات العمل، مع قوة البعد الديني في الموضوع، حيث يحث ديننا على البذل والمساعدة".

وأضافت أن الجمعية أطلقت مؤخرا، ملتقى "جائزة سماء ود الأول"، بهدف تكوين فرق تطوعية وتأهيلها للقيام بمبادرات محلية، وتسعى لتكوين عشرة فرق من المرحلة الثانوية للبنات، والتأّكّد من تطبيق أفضل الممارسات وتّحقيق النَّتائج المخطط لها على مستوى الأفراد، لتستطيع الطالبة القيام بكل المهام المطلوبة على أكمل وجه بما يحقق النفع المتوقع.