تشهد المدينة المنورة اليوم آخر فعاليات المدينة عاصمة الثقافة الإسلامية بحضور وزراء الثقافة بالدول الإسلامية، في الوقت الذي حصلت فيه أمانة المناسبة على الموافقة من الجهات المعنية باستمرار المعارض الثلاثة التي افتتحت بمناسبة المدينة عاصمة الثقافة، وهي "مأرز الإيمان، وأسماء الله الحسنى، ومحمد رسول الله"، لعام كامل آخر.

وشارك وزراء الثقافة في الدول الإسلامية وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة مساء أمس، في افتتاح معرض الكتاب الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام، فيما يشاركون صباح اليوم في افتتاح المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في قاعة الاجتماعات بجامعة طيبة، وتنظمه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بالتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، وبالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام "لأجل تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي لخدمة الحوار والسلام".

وأوضح الأمين العام لـ"المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية"، مدير عام مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة الدكتور صلاح بن عبدالعزيز سلامة لـ"الوطن"، أنه سيعلن إنهاء فعاليات المدينة عاصمة الثقافة الإسلامية لمدينة عام 2013، اليوم، مع استمرار معرض الكتاب لمدة عشرة أيام بمشاركة أكثر من 140 دور نشر، والمعرض الخاص بصور المدينة المنورة "إضاءات وحروف"، الذي يفتتح من قبل أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان، وأشرفت عليه إمارة منطقة المدينة وأمانة المدينة عاصمة الثقافة.

من جهته، قال المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري: إن شعار المؤتمر يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، للحقوق الثقافية في العالم الإسلامي. كما يعبّر موضوع المائدة المستديرة الوزارية التي ستعقد في إطار المؤتمر، وهو "حول تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي لخدمة الحوار والسلام"، عن تفعيل دور الثقافة بمختلف عناصرها وفي جميع مجالاتها، في تعزيز الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات، وإقرار الأمن والسلم في العالم، ونشر قيم التسامح والتعايش بين الأمم والشعوب. حيث تهتم الإيسيسكو بالابتكار في التخطيط الثقافي من خلال تبنّيها للمفاهيم الجديدة، وانفتاحها على المستجدات في عالم الثقافة على الصعيد الدولي الذي يشهد الطفرة المعلوماتية والتطور المطرد في وسائط الاتصال ووسائل الإعلام، ممّا ينعكس على البرامج والأنشطة الثقافية بشكل عام. ويؤكد جانباً من هذا الاهتمام بشكل واضح، المشاريع الثقافية التي ستناقش في الدورة الثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة ، وهي (مشروع الخطة التنفيذية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات: المنجزات والآفاق المستقبلية)، و(الخطوط العريضة لوثيقة الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي: الواقع وسبل التطوير)، و(مشروع الإعلان الإسلامي حول الحقوق الثقافية).

وتابع التويجري: بانعقاد الدورة الثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة، تكون الإيسيسكو قد أعطت دفعة قوية للاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي التي وضعتها المنظمة، واعتمدها مؤتمر القمة الإسلامي السادس المنعقد في داكار عام 1989، ومما يميز الدورة الحالية للمؤتمر عن سابقاتها، كونها أولاً تعقد في رحاب المدينة المنورة، مثوى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومنطلق الفتوحات التي نشـرت الإسـلام ومنها أشـعت أنوار العلم والمعرفة في جميع أنحاء العالم، وثانيا إنها تحظى برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله، الذي يولي الحوار والثقافة والعلم اهتماما كبيرا.


.. وإطلاق "مركز" و"مكتبة"

المدينة المنورة: الوطن


يفتتح أمير منطقة المدينة المنورة فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز اليوم، المركز الثقافي، ومبنى مكتبة المدينة المنورة العامة، تزامناً مع الاجتماع الثامن لوزراء الثقافة بدول منظمة التعاون الإسلامي، الذي تستضيفه المدينة المنورة. وشيد المركز الثقافي الذي تبلغ تكلفته الإجمالية أكثر من 41 مليون ريال ويعتبر الأول ضمن عدد من المراكز الثقافية التي بدأت الوزارة تشييدها في بعض مدن المملكة، والمكتبة العامة بالمدينة المنورة على أرضين مساحة كل منهما 000ر17 متر مربع و4350 مترا مربعا، وفق أحدث المواصفات وتصاميم تجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويشتمل على مبنى رئيس ومسجد مع الخدمات ومسرح روماني ومواقف سيارات مع غرف الحراسة والمراقبة.

كما يتكون المبنى الرئيس من مسجد بمرافقه الخدمية وقبو وطابقين ومسرح يضم صالة وشرفة يتسع لأكثر من 400 شخص، وقاعة محاضرات تتسع لحوالى 100 شخص، بالإضافة إلى قاعات عرض التحف والفنون التشكيلية وغرفة اجتماعات وجلسات للنقاش والحوار داخلية. أما مبنى المكتبة العامة بالمدينة المنورة فقد صمم ليتلاءم مع المتطلبات الوظيفية والاحتياجات الضرورية ويتكون من ثلاثة طوابق تحتوي على المدخل الرئيس للمبنى ومنصة الاستقبال ومدخل جانبي للنساء ومسرح متعدد الاستخدامات للمحاضرات والاجتماعات والندوات الثقافية، معزول صوتياً وحرارياً ويتسع لحوالى 315 شخصاً مع القسم النسائي الذي يضم صالة قراءة نسائية وقسماً للأطفال وقسم معالجة الكتب.