اختتم الهلال موسمه الشاق بنتيجة أسعدت عشاقه ومحبيه وقيادييه بالتأهل إلى دور الثمانية من دوري أبطال آسيا، وبما يفتح آفاق عمل أفضل لتحقيق لقب عانده سنوات يتيح له اللعب في مونديال الأندية، وهو الهدف الاستراتيجي الذي قاتل من أجله كثيرا الأمير عبدالرحمن بن مساعد منذ أول يوم ترأس فيه النادي وأصبح أمله أكبر من أي وقت مضى مع دخول سنته السادسة رئيسا حسب تصريحه بعد الفوز الكبير (3/ 0) على بونيودكور في إياب دور الـ16 الأربعاء الماضي.
وواكب ذلك تصريح للأمير عبدالرحمن من تحت رماد هذا الموسم الأزرق المختلف على صعيد التصريحات والحوارات التي تثير الجدل وتشعب المشاكل، بدءا من حديث المدرب سامي الجابر الشهير في (ياهلا) وما واكبه من ردود فعل نارية، ثم تصريح الرئيس الأمير عبدالرحمن عن وجود من يحاربون سامي من داخل البيت الهلالي..! وتصريحات أخرى في أوقات صاخبة، وانتهاء بحديثه لـ(بي إن سبورت) بعد التأهل لثمانية آسيا وهو يؤكد أن هناك اجتماعا لبعض أعضاء الشرف مع الإدارة أو معه هو اليوم السبت أو غدا الأحد (لتحديد مصير المدرب سامي)..!
هذا التصريح ألهب البيت الأزرق وخلط النقد والمعارضة والترحيب بأفراح التأهل، وما زال الكلام متلاطما حتى ينتهي الاجتماع ومعرفة القرار التاريخي.
من جانبي، سبق وقلت في هذه الزاوية وغيرها إن أفضل قرار يحسب للأمير عبدالرحمن بن مساعد هو التوقيع مع سامي الجابر مدربا بعقد احترافي (لسنتين)، يعطي قيمة ثمينة (للمدرب السعودي)، وزاد إعجابي بالأمير عبدالرحمن بن مساعد وهو يواجه موجة النقد، بأن سامي سيكمل سنته الأولى ومن ثم يتم تقييم عمله.
والآن حصر الرئيس هذا الاجتماع في قرار بقاء سامي من عدمه، بينما الواجب أن يكون الاجتماع شاملا بجدول أعمال يكشف أوراق السنة الخامسة ومدى إيجابياتها مقارنة بأربع سنوات مضت بقيادة عبدالرحمن بن مساعد، على عدة أصعدة إداريا وفنيا وماليا واجتماعيا والألعاب المختلفة والفئات السنية لكرة القدم.
وتكون المكاشفة دون مجاملة لأحد سواء إدارة النادي أو رئيس أعضاء الشرف الأمير بندر بن محمد، الذي يجمع منصبين مهمين جدا ويصل الأمر إلى تضاربهما، فهو رئيس أعضاء الشرف والمسؤول عن الفئات السنية التي دائما تحت مجهر النقد والغضب إلى درجة التضاد وربما التنافر مع من يقودون النادي وكل من لهم علاقة بالفريق الأول، ولا أستطيع الجزم بمن ينفر من الآخر أو يحاول أن يصور أنه المتضرر الأكبر، لذا من الواجب أن يكون الاجتماع شاملا، حتى لو تم تأجيله وتوسيع رقعة المشاركين فيه.
أما إن اقتصر على استمرار سامي مدربا من عدمه، فإنني أشك أن يكون التقييم منصفا ويحقق أهداف المستقبل، ما لم تكن الأرقام والمعايير واضحة وعلمية وشاملة وليست مزاجية وبمبدأ ضد ومع. علما أن مثل هذا التوجه سيرسخ أن النادي هو الفريق الأول لكرة القدم فقط، والمدرب هو كل شيء.!!
الإدارة جربت أن يبقى المدرب (سامي) موسما كاملا وفي نهايته ظهرت إيجابيات ناصعة، بعد مشاكل طاحنة منذ الساعة التي أعلن عن التوقيع معه وتوسعت خلال بعض المباريات سواء من شرفيين أو إداريين أو لاعبين، وعند نقطة النهاية تعانق الجميع.
وفي هذا المقام، أشير إلى أن (المخلص والمحترم جدا) فهد المفرج من أهم مكاسب النادي والكرة السعودية إداريا في الأولمبي ثم الفريق الأول، وهو من أركان النجاح.
وأختم متسائلا: هل يكون الاجتماع إيجابيا ببحث السلبيات لتعزيز الإيجابيات، أم تتعاظم السلبيات بما يقود النادي إلى طريق مجهول؟!