في الوقت الذي خرج فيه بعض الأقارب من عائلة واحدة للتنزه، لم يخطر ببال أحدهم أنها ستكون الرحلة الأخيرة لـ 6 فتيات تربطهن صلة الدم، غرقن في بركة مياه بالقرب من رماح بمنطقة الرياض، فيما أحبطت المياه المليئة بالوحل كافة محاولات المتطوعين لإنقاذهن، وفات أوان النجاة حين وصول فرق الدفاع المدني للموقع، ليبدأ بعدها رجال الدفاع المدني وذوو الضحايا محاولاتهم لانتشال جثامين الفتيات الغارقات بعد أن تمكن ذووهن من انتشال 4 منهن.

ومع محاولات الدفاع المدني لإيجاد المفقودتين الأخيرتين، استمرت رحلة البحث عنهما داخل بركة يصل عمقها إلى 9 أمتار مليئة بمياه الوحل لنحو 14 ساعة منذ بداية البحث الذي انطلق من الساعة الواحدة ظهرا وحتى الثالثة فجرا، حيث عثر على المفقودة الأولى في تمام الساعة الثانية صباحا، والمفقودة الأخيرة بعد ساعة من انتشال الأولى.

وأثناء وجود "الوطن" في جامع الراجحي بالرياض للصلاة على الفتيات قبل تشييعهن ودفنهن في مقبرة النسيم بحضور حشد كبير من الأهالي، التقت "الوطن" بأحد أقارب الضحايا أسعد بويدر الشنتري، الذي بدأ حديثه بمشاعر يملؤها الحزن اختلطت معها ذكريات جميلة عاشها مع الفتيات الغارقات التلواتي تتراوح أعمارهن ما بين 9 و18 سنة. وقال "نحن مخطئون، ونعترف أننا لم نراع التحذيرات التي تعرض في وسائل الإعلام من قبل الدفاع المدني، ولكن هذه مشيئة الله والحمد لله".

وأوضح الشنتري أن ما نشر في إحدى الصحف الإلكترونية بأن فرق الدفاع المدني هي التي انتشلت جثامين الفتيات الست من الحفرة غير صحيح، وتعد إشاعه لا يمكن قبولها، مؤكداً أن ذوي الضحايا هم من انتشلوا جثامين الفتيات الأربع، ولم يتمكنوا من إخراج المتبقيتين لأنهما فقدتا داخل البركة، وسحبتهما المياه الموحلة إلى قاعها.

ولفت إلى أنه حين وصول الدفاع المدني إلى الموقع فوجئوا بضعف إمكانياتهم من خلال الأجهزة والمعدات التي تفتقد التطوير، إضافة إلى أنهم لم يجلبوا باقي المعدات التي بدؤوا بجلبها بعد ذلك على شكل دفعات.

وأوضح الشنتري أن الفرقة التي وصلت من قبل الدفاع المدني لم يتجاوز عددها 8 أشخاص، منهم اثنان من الضباط، لافتا إلى أن رجال الدفاع المدني الأربعة لم يستطيعوا سحب القارب المخصص للوصول إلى الموقع إلا بمساعدة المتطوعين، مما أدى إلى تأخرهم في البحث عن المفقودتين في مدة تجاوزت نصف يوم، إضافة إلى أن أربع مركبات من نوع "دينا" تتبع لفرقة الدفاع المدني لم يصل منها إلا واحدة، وذلك بسبب الطين الذي يغطي المكان.

وأضاف أن الحكومة لم تقصر مع أي جهة من الجهات في دعمها من خلال الميزانية التي تلبي كافة الاحتياجات والمتطلبات.

إلى ذلك، أعلنت فرق الدفاع المدني عن تمكنها من انتشال جثتي آخر غريقتين فجر أمس. وأوضح المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة الرياض الرائد محمد بن حبيل الحمادي، أن الفرق استطاعت فجر أمس انتشال الجثتين بعد سحب المياه من المستنقع لتسريع عملية البحث، فيما أقيمت صلاة الجنازة على الفتيات الست في مسجد الراجحي عصر أمس، ودفنهن في مقبرة النسيم. يذكر أن ثلاثة أشقاء فقدوا أثناء تنزههم ست فتيات "اثنتان لكل واحد منهم"، بعد أن لقيت الفتيات الست حتفهن "غرقا" في مستنقع مياه بمنطقة "العرمة"، بالقرب من محافظة رماح، وذلك خلال محاولة 5 منهن إنقاذ واحدة من الغرق.