والعنوان بعاليه شبه (مثل) عصراني يطلق على أي من النقيضين: لمن جاء بالفضيحة أو حتى لمن كشف الفضيحة التي يتستر عليها البعض. ولربما كان هذا المثل من المتناقضات حول ـ الخيبة ـ الاجتماعية عن العيد. ربما كان كناية عن استعجال يوم الفطر بديلاً عن روحانية الصيام، وربما لأن في الصيام أيضاً إمساكا عن الفضائح ليستعجلها من جاء بالعيد. خذوا من الخيال لو أننا نخصص يوماً في العام لا لكي نأتي بالفضيحة فذاك صعب أن يتسع له يوم واحد وحيد لأننا أصحاب فضائح دورية، ولكن لكي يكون هذا اليوم، يوماً وحيداً لنكشف فيه كل فضيحة نعرفها وندفنها من باب الستر. يوم واحد فقط يفضح فيه كل شخص ممارسة أو قصة يعرفها على شاكلة ما يلي: نفضح فيه المرتشي بالاسم والعنوان والبرهان والدليل، ولكن لأنه يوم عيد فضائحي فلا نحاكم فيه المتهم حتى وإن طلبنا البرهان والإثبات من (صاحب العيد). هو يوم للفضيحة وللعفو عن المفضوح من باب تشجيع مزيد من الذين (يأتون بالعيد) كي يفضحوا ويفصحوا عن مزيد من الأسماء والقصص. نفضح فيه مهربي المخدرات ومروجيها بالاسم والعنوان والبرهان والدليل ولا نحاكمهم أبداً وسنكتفي بمتابعة مرتاديهم بعد نهاية العيد. نفضح فيه بائعي المسكرات ومصنعي الخمور ولا يطالهم شيء من العقاب فلماذا نحاكمهم في يوم ـ عيد ـ ونحن لم نشاهد واحداً منهم على الإطلاق يساق إلى ـ الحد ـ في أي من ساحات المدن المختلفة رغم أننا نقرأ قصص القبض كل يوم وكأننا، فقط، نصب ما نقبض عليه في ـ الوادي ـ ونربت على كتف أهلها كي لا تعود. لم نقرص حتى أذناً واحدة فلماذا نحاكمهم في يوم العيد. نفضح فيه أيضاً قصة كل مشروع من مشاريع التسويف ونفضح فيه كل من قبضوا العمولة ليبنوا ثروتهم على أطلال المشروع. ينتهون من تطاول البنيان ولا ينتهي المشروع. ترى ما الذي ستفضحونه في يوم العيد الفضائحي وماذا تعرفون عن أصحاب الفضائح: تجنبوا اليوم كل الأسماء والعناوين. احتفظوا بالاسم ولكن من أجلنا جميعاً: هاتوا العيد.